إيران سبب الفوضى في المنطقة وقطر تلعب بأوراق متناقضة

  • 5/31/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تغطية: سومية سعد أكد المشاركون في المجلس الرمضاني الذي أقيم في مقر نادي دبي للصحافة وعقد تحت عنوان «هل تغير زيارة ترامب مستقبل المنطقة؟» واستضاف الإعلامي والكاتب عبد الرحمن الراشد والكاتبة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، وأدارتها منى بو سمرة رئيس التحرير المسؤول لصحيفة البيان، وبحضور منى غانم المري رئيسة نادي دبي للصحافة، وعلياء الذيب مديرة نادي دبي للصحافة، وجمع من رؤساء تحرير الصحف والكُتَّاب وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية والأكاديميين، أن إيران مسؤولة عن قتل نحو نصف مليون سورى، وشريكة فى اغتيالات لبنان، ومسؤولة عما يحدث من تهميش للسلطة المركزية فى العراق، وتدعم ميليشيات منافسة لها، كما أنها تدعم وتدرب وتسلح الجماعة الحوثية التى نفذت الانقلاب على الحكومة اليمنية، كل ذلك ضمن مشروع طهران فى محاصرة السعودية ودول الخليج والهيمنة على المنطقة. وقالوا إن عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط يهدد مصالح العالم ويعزز الفوضى، وأن المنطقة العربية وتحديداً منطقة الخليج العربي، أمام بداية مرحلة جديدة مؤشراتها كثيرة لا ترتبط فقط بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو تغير السياسة الأمريكية اتجاه السعودية ودول الخليج العربي، وأنه حان الوقت للانتقال إلى مرحلة إقليمية جديدة. العلاقات الأمريكية - الخليجية استهل المجلس الكاتب والإعلامي عبد الرحمن الراشد، بسرد الحدث في الأول من يناير/‏‏كانون الثاني عام 2017 تلخص بوضوح سبب تغير السياسة الأمريكية تجاه دول الخليج العربي، لافتاً إلى أن هذه القصة تيسر فهم المواقف الأمريكية تجاه العديد من القضايا الأخرى في المنطقة العربية. وقال: «في الأول من يناير عام 2017 هرب عدد من المطلوبين في قضايا إرهابية في البحرين من سجن «جو الإصلاحي» وتزامن هذا الحدث مع وجود الإدارتين الأمريكيتين القديمة المتمثلة بأوباما، والجديدة المتمثلة بترامب، الأولى لم تقدم أي معلومات استخباراتية إلى السلطات البحرينية حول وقوع عمل مسلح لتهريب عدد من المحكومين في قضايا إرهابية من السجن رغم علمها المسبق بذلك، وأيضاً لم تبدِ أي رد فعل سياسي بعد وقوع الحادث، بينما الإدارة الثانية وفور تسلمها زمام السلطة قدمت معلومات استخباراتية حول الفارّين والجهة التي تقف وراء العمل المسلح وأيضاً شاركت القوات البحرينية بشكل غير معلن في عملية اعتقالهم وسط البحر في قارب متجه إلى إيران. وأضاف: التقارب الأمريكي الخليجي ليس بجديد وهو قائم على المصالح المشتركة بين الطرفين منذ القدم، ونحن لا ننظر إلى هذه الزيارة سوى أنها تصحيح للأخطاء التي ارتكبتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق، الرئيس ترامب اليوم وعلى عكس الإدارة السابقة ساوى بين حزب الله والقاعدة، وباشر التعاون العسكري مع التحالف في اليمن في مواجهة الحوثيين الانقلابيين، وأعاد التعاون العسكري الأمريكي - السعودي، وقام بتفعيل دور القوات العسكرية الأمريكية في سوريا، وبدلت سياستها تجاه المعارضين البحرينيين، والفوضى التي تنشرها إيران في دول الجوار والمنطقة، والتغيرات الحاصلة اليوم مهمة جداً وستؤثر بشكل واضح على مستقبل المنطقة في الفترة المقبلة. وحول حقيقة أن أمريكا تستغل دول الخليج مادياً، قال الراشد إن المملكة العربية السعودية تحتاج إلى أمريكا لدعم مصالحها وحفظ التوازن في المنطقة، وهذا ليس استثناء للعرب فقط، فحتى أوروبا تعيش تحت الحماية الأمريكية منذ 50 سنة وكذلك اليابان وكوريا الجنوبية، مؤكداً بأن العالم أجمع يتغير اليوم تجاه أمريكا، والجميع يدرك بأن لديها مصالح عليا وهي لا تقدم خدماتها لأحد بالمجان، لافتاً إلى أن السعودية تهتم بالجانب العلمي وقوة أمريكا التكنولوجية، وكوننا سعداء بانتقال الإدارة الأمريكية إلى دعم معسكر الدول العربية والمسلمة المعتدلة، لا يعني اعتمادنا الأعمى على هذا الحليف، ويجب ألا ننسى أن السعودية ودول الخليج العربي تواجه إيران وحدها لثلاثين عاماً. تحولات عالمية كبرىوبدورها أشارت الدكتورة ابتسام الكتبي، إلى أن قمم الرياض الثلاث أنتجت معادلة جديدة في المنطقة وهذا التقارب يشكل انعطافاً استراتيجياً للسياسة الأمريكية في منطقة تمر بتحولات عالمية كبرى ليس فقط على المستوى السياسي وإنما أيضاً على مستوى الذكاء الاصطناعي والأمن الرقمي وتحولات ملف الإرهاب وغيرها من الملفات المصيرية. وزيارة ترامب قلبت موازين العلاقات السعودية - الأمريكية ليس فقط بالنظر إلى ممارسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما الذي توجه إلى التقارب مع جماعة «الإخوان المسلمين» وروجت لها كنموذج للاعتدال الإسلامي.وحول طبيعة العلاقة المشتركة بين دول الخليج وأمريكا قالت: أمريكا تدرك جيداً بأن دول الخليج هي رأس الحربة في مواجهة الإرهاب في المنطقة، ولا توجد ثوابت في السياسة الأمريكية ومن المبكر الاعتماد على التقارب الأمريكي بأنه سيغير المنطقة جذرياً أو يوجد حل حقيقي لملفاته المعقدة.وأشارت إلى أن دول الخليج العربي تعلمت عدم وضع بيضها في سلة واحدة كما كانت تفعل في السابق، لذلك هي لا تعتمد على التقارب الأمريكي المحكوم بلعبة المصالح ومتغيرات المستقبل، ونوعت شراكاتها وتوجهت إلى الصين والهند وروسيا وأنشأت معها تحالفات قوية.وفي هذا الجانب أضافت أن حدوث تقارب أمريكي - إيراني من جديد أمر يمكن حدوثه مجدداً وهو خيار واقع في حساب الجميع، ولكن من الناحية العملية وبالاعتماد على شواهد الزمن والتاريخ، المصالح الأمريكية العليا مع دول الخليج أكبر وأكثر تأثيراً من مصالحها في إيران. ولكن المقلق هو استخدام إيران القوة ضد المصالح والقوات الأمريكية كورقة ضغط على أمريكا بهدف إعادتها إلى الحضن الإيراني، وقد سبق أن نجحت في فعل ذلك. لا يوجد تيار معتدل وحول المتوقع من إيران بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، أشارت الدكتورة ابتسام الكتبي إلى أن الموقف الأمريكي من إيران جاء بعد الإعلان عن فوز روحاني في الانتخابات، وهذا يعني بأن أمريكا لم تعد تنطلي عليها تمثيلية التيار الإيراني المعتدل أو التيار الإصلاحي، لأن الواقع أثبت بأنه لا يوجد تيار معتدل في إيران.وقالت إن إيران اليوم تعيش حراكاً داخلياً وصراعاً سياسياً لتغير سياساتها في المنطقة، وقد بدأنا نسمع العديد من الأصوات الإيرانية المطالبة بإنشاء «مجموعات تفاهم» مع دول الخليج العربي لمناقشة القضايا غير المعلنة بين الطرفين.بدوره قال الراشد بأن الوضع المضطرب والمستمر في المنطقة العربية تسببت به إيران وفكرها المؤمن بتصدير الثورة إلى دول الجوار، وبهذه الغاية أنشأت حزب الله الإرهابي في لبنان، ودعمت حماس، وكذلك استخدمت سوريا في الصراع السياسي وحديثاً اليمن أيضاً، وهي اليوم أمام خيارين، إما تتغير بالضغوط الدولية عبر التهميش والضغوطات الاقتصادية الخانقة، وإما تنجح من تلقاء نفسها في إعادة التفكير وتغيير سياساتها مثلما فعلت الكثير من الدول في العالم. وأضاف أن إيران في ورطة حقيقية بسبب التحركات السريعة ضدها في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وهي شريك في قتل نحو نصف مليون سوري، وشريك في اغتيالات لبنان، ومسؤول عن ما يحدث من تهميش للسلطة المركزية في العراق بدعم ميليشيات منافسة لها، كما أنها تقف وراء دعم وتدريب وتسليح الجماعة الحوثية التي نفذت الانقلاب على الحكومة اليمنية، كل ذلك ضمن مشروع طهران في محاصرة السعودية ودول الخليج والهيمنة على المنطقة، مؤكداً أن السنوات الست الماضية أثبتت أن عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط يهدد مصالح العالم أجمع ويعزز الفوضى في المنطقة. الموقف القطري وحول الموقف القطري، قالت رئيسة مركز الإمارات للسياسات: إن قطر سببت لنفسها مشاكل ليس من السهل الانفكاك منها بعد اليوم، وإحدى هذه المشاكل هو دعمها لجماعة «الإخوان المسلمين» التي نجحت في الانغماس داخل النظام السياسي والإعلامي القطري بشكل لم يعد بإمكانها السيطرة عليه، مؤكدة بأن قطر تلعب بأوراق متناقضة ستنقلب عليها آجلاً أم عاجلاً فهي تدعم سياسياً القاعدة، والإخوان، وتدعم لمصالح شخصية الجماعات الفلسطينية المسلحة، ودعمت طويلاً حزب الله الإرهابي، وتحتضن المعارضين أصحاب الأجندات المتطرفة. من جانبه أشار الراشد إلى أن خلاف المملكة العربية السعودية ودول الخليج من جهة وقطر من جهة ثانية لا يختصر بواقعة التصريحات الأخيرة التي نشرتها وكالة الأنباء القطرية، أو بالرسم الكاريكاتيري الذي نشرته قناة الجزيرة، وإنما جذور الخلاف قديمة وتمتد منذ التسعينات، ومنذ أن بدأت تلعب دوراً خارج كل الحسابات والتوازنات وأصبحت تدعم بشكل مباشر وغير مباشر معارضات لدول الخليج، مؤكداً بأن الموقف القطري شاذ عن الموقف الخليجي وهذا لا ينفع أحداً في المنطقة، وقد أثبتت قناة الجزيرة أن خطابها «متطرف» وليس إعلامياً، وأمريكا بدأت منذ أيام بتصدير الغاز للصين وهذه إحدى أكبر المشاكل التي تواجه قطر اليوم.وحول ملف الإرهاب في المنطقة ومآلاته، قال: إن ملف مكافحة الإرهاب يبدو أنه سيكون أسرع في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، وقالت الدكتورة الكتبي إن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لديها استراتيجية للقضاء على «داعش» وهي تحمل مؤشرات جادة في القضاء على التطرف في المنطقة، وهي تدرك تماماً بأن دول الخليج العربي هي رأس الحربة في مواجهة الإرهاب في المنطقة. مشروع الدولة الفلسطينية حول الملف الفلسطيني وزيارة الرئيس ترامب إلى القدس، قال عبد الرحمن الراشد، إن مشروع الدولة الفلسطينية مهم ولكن لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستغير شيئاً ملموساً في هذا الجانب. وبدورها أشارت رئيسة مركز الإمارات للسياسات إلى أن إحدى مشاكلنا كعرب تكمن في عدم وجود لوبي عربي مؤثر يدعم القضية الفلسطينية أو القضايا العربية الأخرى، مثلما تفعل اللوبيات النشطة التابعة لحكومات مختلفة في مراكز التأثير العالمي.

مشاركة :