منظمات وهيئات دولية بإجراء تحقيق شامل في عمليات قتل الصحافيين وضمان العدالة للضحايا وأسرهم، بعد استهداف الحوثيين لثلاثة صحافيين يمنيين في تعز، أثناء تغطية المعارك. وقال أنطوني بلانجي، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين، في بيان “إن هذه الجريمة مروعة”، معربا عن تعاطفه العميق مع الصحافيين في اليمن. وأضاف “نتطلع الآن إلى استجابة عاجلة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”. كما أدانت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، الهجوم الذي استهدف جنوب غرب اليمن الجمعة الماضية، وأودى بحياة ثلاثة مصوّرين صحافيّين هم: تقي الدين الحذيفي ووائل العبسي وسعد النظاري. بالإضافة إلى إصابة المصورين وليد القدسي وصلاح الدين الوهباني. و قالت بوكوفا “أدعو الجميع إلى احترام اتفاقيات جنيف التي تؤكد على الوضع المدني للصحافيين وتصف الجرائم التي تستهدف وسائل الإعلام خلال النزاعات بأنّها جرائم حرب. ويعدّ عمل الصحافيين اليوم هامّا أكثر من أي وقت مضى حيث أنّ تقاريرهم قد تساهم في نجاة المدنيين”. ويعمل وائل العبسي مصورًا لقناة اليمن الفضائية الحكومية، بينما يعمل الآخرون مع قنوات محلية أخرى ووكالات أنباء لم يحددها المصدر. وحملت نقابة الصحافيين اليمنيين قادة الحوثيين المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم التي تأتي بعد سلسلة تحريض ممنهجة ضد الإعلاميين من قبل قادة الجماعة وفي مقدمتهم زعيمهم عبدالملك الحوثي الذي دعا صراحة إلى تصفيتهم في واحدة من أوضح صور الوحشية والتحدي للقوانين الإنسانية والدولية.إيرينا بوكوفا: أدعو إلى احترام اتفاقيات جنيف التي تؤكد على الوضع المدني للصحافيين وقالت إن استمرار صمت المؤسسات الدولية ذات العلاقة قد شجع على ارتكاب كافة الجرائم والإمعان في انتهاك القوانين الدولية. وطالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالوقوف بكامل المسؤولية أمام هذه الجرائم واتخاذ إجراءات عاجلة للقبض على مرتكبيها وتقديمهم إلى المحاكم الدولية لينالوا عقابهم العادل كمجرمي حرب. كما دعت وسائل الإعلام إلى تدريب المصورين والصحافيين الميدانيين على إجراءات السلامة المهنية أثناء تغطية الصراعات والحروب. من جهتها أكدت وزارة الإعلام اليمنية ونقابة الصحافيين الشهداء، أن المليشيات الحوثية تستهدف عيون الحقيقة لإخفاء جرائمها في حق أبناء تعز منذ أكثر من عامين. واستعرضت الجرائم المماثلة التي ارتكبت ضد الصحافيين في اليمن، حيث قتلت ميليشيات الحوثي خلال العام الماضي 2016 العديد من الصحافيين، أبرزهم المصور أحمد الشيباني، الذي كان يعمل مع قناة اليمن الحكومية وافتتح العام 2016 كشاهد على جرائم الميليشيات، حيث استهدف برصاص قناص حوثي في منطقة المرور وسط تعز، أثناء تغطيته للمعارك الدائرة هناك. ولم يمض سوى شهر واحد، ليلحق بالشيباني شاهد آخر على الحقيقة، وهو المصور محمد اليمني، الذي أصابته أيضا رصاصة قناص حوثي في جبهة الضباب غرب تعز، وهو الذي وثق انتهاكات الحوثيين في محافظات عدة منذ انقلابهم الدامي. وقتل المصور الشاب أواب الزبيري بطريقة مغايرة نهاية العام 2016، حيث فخخ الحوثيون بناية سكنية في منطقة العسكري شرق المدينة، وقبل أن يلوذوا بالفرار وتسيطر القوات الحكومية على المنطقة؛ انفجر المنزل المفخخ وهو بداخله، حيث طمر ركام البناء جثته. وصرح خالد الرويشان وزير الثقافة السابق “في العالم كله ومنذ سبعين عاما لم يحدث أن تم قتل ثلاثة مصورين صحافيين في لحظة غدر واحدة كما حدث في تعز اليوم!”. وأضاف “ثلاثة مصوّرين في لحظة غدر واحدة! 60 ضحية مدنية في الأسواق خلال أربعة أيام بينهم 14 طفلاً، يغتالون الكاميرات! وائل العبسي، والنظاري، والحذيفي، قنص المصورين وهم يحملون كاميراتهم عيانًا وبيانًا”. واستطرد “أسوأ مجرمي الدنيا لم تكن اليمن أمّكم يومًا.. ولن تكون! من أين جئتم؟! في الجريمة تفوقتم على كل مجرمي العالم”. وعبر العديد من الصحافيين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، عن صدمتهم بالجريمة التي استهدفت زملاءهم، وكتب الصحافي زكريا الكمالي “بعد محمد اليمني وأواب الزبيري وأحمد الشيباني، ها هم شهداء جدد للعدسة يلتحقون بهم في تعز”. وأضاف الكمالي على فيسبوك “نستقبل رمضان بكارثة فادحة. يمتلك المصورون في تعز شجاعة كبيرة، ولكنهم يتوغلون في مناطق خطرة دون توفر أدنى شروط السلامة المهنية، ويتوجهون جماعات إلى جبهات مشتعلة ويكونون كتفا بكتف إلى جانب المقاتلين”.
مشاركة :