محمد عز ممثل مصري امتهن التصوير الفوتوغرافي فعشقته الكاميراكانت بداية محمد عز مع التمثيل على المسرح من خلال مسرحية “بعد الليل” للمخرج خالد جلال، ثم جاءت انطلاقته التلفزيونية في مسلسل “ليلة” مع الفنانة رانيا يوسف، لكن شهرته ترسخت مع مسلسل “الأب الروحي” مؤخرا، حتى أنه يشارك في الماراثون الرمضاني الحالي بأربعة مسلسلات دفعة واحدة، “العرب” التقت الفنان المصري الشاب فأكد في حواره أن السينما كانت وستظل عشقه الأكبر مع احترامه لكل ما حققه حتى الآن من نجاح في الدراما التلفزيونية.العرب هشام السيد [نُشر في 2017/06/01، العدد: 10650، ص(16)]محمد عز يشارك في مسلسل كلبش للنجم أمير كرارة القاهرة- يحسب الممثل المصري الشاب محمد عز خطواته الفنية جيدا، ولا يبحث عن الشهرة من خلال الشاشة بقدر ما تمتلكه الرغبة في صنع بصمة خاصة به في عالم التمثيل، رغم إدراكه للصعوبة التي يواجهها الشبان الآن في مصر. والتمثيل بالنسبة إليه هدف سعى إليه منذ سنوات من خلال التدريب الجاد والدراسة أيضا، ما جعل التمثيل مهنته الأولى، لأنه يؤمن بأن الحب للمهنة يتطلب احترافا، بخلاف الهواية التي ينحصر صاحبها في مرحلة التجربة، وبالتالي لن يقبله صُناع العمل الذين لن يغامروا بأموالهم ووقتهم لإتاحة الفرصة لممثل شاب. وعلى قدر مساهمة الدراما التلفزيونية في تعريف الناس به تظل السينما لديه هي الحلم والأمل، فهي ذاكرة الفن والفنان، وعنها يقول “أتمنى أن أصنع لنفسي تاريخا يشبع طموحي ويجعل الجمهور يذكرني دائما، لذلك لا أتعجّل اقتحام الفن السابع رغم ما عُرض عليّ من أفلام خلال الفترة الماضية”. ومحمد عز الذي أشاد النقاد بما يمتلكه من موهبة تؤهله لاحتلال الصفوف الأولى في عالم التلفزيون والسينما خلال السنوات القليلة المقبلة لم يكتف باقتحام المجال فقط، بل التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية رغم أنه تتلمذ على يد المخرج خالد جلال في مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، رغبة منه في بناء ممثل حقيقي.الفوتوغرافيا التي امتهنها محمد عز قبل دخوله المجال الفني أتاحت له فرصة مشاهدة تفاصيل كل شخصية يجسدها ويخوض عز السباق الرمضاني الحالي بأربعة أعمال دفعة واحدة، ويُقدم في مسلسل “كلبش” -بطولة أمير كرارة وإخراج بيتر ميمي- دور عطية عزام الذي يعمل في تجارة الآثار ويقوم بأعمال غير مشروعة ويستخدم لغة الدين في تحقيق أهدافه، كما يجسد شخصية محام في مسلسل “الحصان الأسود” مع أحمد السقا، وفي مسلسل “الدولي” مع باسم سمرة ورانيا يوسف يؤدي شخصية سمسار ذي تركيبة نفسية مختلفة، وفي مسلسل “ظل الرئيس” يقدم شخصية صحافي يبحث عن الحقيقة ويواجه العديد من المشكلات. قال محمد عز لـ”العرب” “شاركت في المسلسلات الأربعة رغبة مني في تثبيت مكانتي لدى الجمهور بتقديم شخصيات مختلفة وليس سعيا للانتشار، خاصة وأن المرحلة الراهنة في حياتي المهنية هي الأكثر قلقا بعد ما حققته من نجاح في مسلسل ‘الأب الروحي’، لأن الجمهور ينتظر مني أعمالا على نفس القدر من المصداقية، لذلك كان حرصي الشديد على التدقيق في الاختيار.. وفي النهاية أترك الحكم للجمهور”. وأضاف أن الفرصة الأولى هي الصعوبة التي قد تواجه أي شاب في بداية رحلته مع التمثيل، لأن الحصول عليها يتطلب تدريبا ممزوجا بالصبر على الصعوبات وهي كثيرة، لكن الفرصة يجب ألا تُؤخذ كما هي حيث توجد فرصة تتناسب مع شخص ولا تتناسب مع آخر، وهي البداية التي يقبله فيها الجمهور أو يرفضه من خلالها، ما يتطلب المزيد من الحرص على اقتناصها. ويوضح “استكمال الرحلة يتطلب فنانا يؤمن بموهبته ليتحمل الصعوبات التي تصادفه، لأننا في مجال هو هدف للآلاف من الشباب، لكن الكثير منهم يبحثون عن الشهرة دون امتلاك الموهبة، ما يبدد فرصة الموهوبين”. ورغم أنه يؤمن بأن الدراسة وورش إعداد الممثل ضرورة لا بد منها، فإن الموهبة تأتي عنده في المرتبة الأولى، فهو يعتبرها ميزان العمل في التمثيل، لافتا إلى أن الخبرة العملية والتجربة عاملان رئيسيان من عوامل صقل هذه الموهبة، فالممثل ينهل من كل مدرسة إخراجية أو فنية صادفها أو احتك بها عن قرب بخبرات مهنية ومفردات مختلفة تُضيف له. ويعترف عز الذي بدأ حياته المهنية مصورا فوتوغرافيا بأن عدسة المصور جعلت لديه مُحصلة كبيرة من المراقبة عن كثب، وكونت لديه مخزونا من الخبرات والتجارب والمهارات الفنية التي يراها مطلوبة لتجسيد أي شخصية على الشاشة، ويقول “إن عدسة المصور أتاحت لي الفرصة لأشاهد تفاصيل أكثر زخما في كل شخصية أجسدها”. والقراءة وتنمية المهارات الحركية وردود الأفعال شيئان لا ينفصلان بالنسبة إليه، لأن أي شخصية يراها المشاهدون على الشاشة عبارة عن إنسان متكامل فكريا وشعوريا، وتأتي تفاصيل أخرى مثل الشكل الخارجي لتحدد هذه الشخصية وتبرزها للناس حركيا وإنسانيا.محمد عز: الممثل كلاعب كرة القدم في المحافظة على لياقته والتدريب المتواصل ويؤكد عز أن “التدقيق في تفاصيل الشخصية على الورق من أساسيات التحام الممثل مع مفردات النص المكتوب للخروج بشخصية من لحم ودم يتفاعل معها الناس فيصدقونها، إلى جانب رصد المحيط الحياتي للفنان، لأن المجتمع بمثابة مخزون لا ينضب من الشخصيات والتفاعلات اليومية التي تضيف للممثل”. ويصف الممثل بلاعب كرة القدم من حيث استمرارية التدريب للحفاظ على لياقته وبالتالي تقوية أدواته التمثيلية، لأنه من المفترض على الممثل أن يكون دائم البحث والتعلم والتدريب. في رأي محمد عز أن مصر ليس فيها حاليا توجه من جانب شركات الإنتاج نحو اكتشاف شباب جُدد في الإخراج والتأليف والتمثيل، ومع ذلك فهو يؤمن بأن الفترة المقبلة سوف تشهد اختفاء مسمى النجم الأوحد، وأن المفاهيم الإنتاجية والفنية في مصر والوطن العربي كله ستتغير. ويجد أن أزمة الورق، أي أزمة عدم وجود كتابة جيدة للأعمال الدرامية، التي يتم الترويج لها، سببها المباشر هو تفصيل الأعمال على مقاس بعض الفنانين، وهي مسألة يحكمها عامل تجاري أكثر منه فنيّا يتمثل في تسويق المسلسل باسم النجم، حيث يقول “لو سنحت للمؤلف فرصة أن ينطلق بأفكاره وعالمه الخاص بعيدا عن التحجيم أو ارتباطه بفنان محدد لوجدنا متسعا من الأفكار والسيناريوهات الجيدة”، ومن هذا المنطلق يرفض محمد عز ما يُسمى ورشة الكتابة، لأنها تَنزع الروح والإحساس من النص. وأشار الفنان المصري الشاب إلى أن اقتصار العروض الجديدة على رمضان فقط هو أمر خاطئ، مؤكدا أن هذه الظاهرة ستختفي قريبا بعد أن اكتشف المنتجون أن بعض المسلسلات حققت نجاحا كبيرا في غير رمضان، وهو يتوقع رواجا طوال العام من حيث إنتاج المسلسلات دون الاعتماد على موسم محدد. وبما أن مسلسله الأخير “الأب الروحي” من نوعية الأجزاء المتعددة (5 أجزاء)، فإن عز اعتبر مسلسلات الأجزاء المتعددةِ فكرةً فاشلة إذا ما اعتمدت على استثمار نجاح الجزء الأول، ولكن الأمر يختلف بالنسبة إلى المسلسل المخطط له منذ البداية لأن يكون في أكثر من جزء، لأن المؤلف حينها يمتلك ناصية العمل منذ البداية ويغزل خيوطه بمهارة لا يمل منها المشاهد. ويختم محمد عز حواره مع “العرب” بقوله “أسعى إلى أن أصنع نفسي ولن أتوقف عن التعلم والتدرّب والبحث لترسيخ شخصيتي لدى الجمهور، مع العلم أنه ليست لديّ قدوة فنية معينة أقتدي بها، بل أترك نفسي لحب التمثيل مع الاستفادة من عظماء الفن بما يتناسب مع شخصيتي”.
مشاركة :