قريش تتنازل عن سلطانها وسيادتها وآلهتها وتفاوض الرسول

  • 6/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم تترك قريش باباً لحمل النبي -صلى الله عليه وسلم- على ترك الدعوة الإسلامية إلا ولجت منه، ودخلت في مفاوضات مع الرسول الكريم، وعرضت عليه إغراءات عديدة، ووضعت بين يديه مغانم تطمع لها النفوس البشرية، لكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اتخذ موقفاً حاسماً، ولم يدخل معها في مراوغات، أو ألاعيب سياسية. ولما رأى المشركون صلابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتمسكه بعقيدته، ورفعها على كل ما عداها، تسرب اليأس إلى نفوسهم، فأرسلوا إليه الأسود بن عبد المطلب، والوليد بن المغيرة، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل، فقالوا: يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيراً مما نعبد، كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيراً مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه. فأنزل الله فيهم: «قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ، وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِي دِينِ». [الكافرون]. وفي محاولة أخرى، على طريق تقديم قريش المزيد من التنازلات للنبي -صلى الله عليه وسلم- جاء وفد بعد فشل الوفد السابق، يتكون من عبد الله بن أبي أمية، والوليد بن المغيرة، ومكرز بن حفص، وعمرو بن عبد الله بن أبي قيس، والعاص بن عامر، ليقدم عرضاً آخر للتنازل عن بعض ما في القرآن، فطلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينزع من القرآن ما يغيظهم من ذم آلهتهم، فأنزل الله لهم جواباً حاسماً: «وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ». [يونس: 15] وهذه الوفود والمفاوضات وغيرها تبين مدى الفشل الذي أصاب زعماء قريش في عدم حصولها على التنازل الكلي عن الإسلام، الأمر الذي جعلها تلجأ إلى طلب الحصول على شيء من التنازل.;

مشاركة :