كتاب يكشف أسرار الكتابة السردية في مصر

  • 6/2/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الناقد نبيل حمدي يسعى إلى استنطاق أسس نظرة سليمان فياض للعالم، عبر رؤية نقدية ترى النص القصصي كلًّا متكاملًا لا يمكن تجزيئه.العرب  [نُشر في 2017/06/02، العدد: 10651، ص(14)]إلقاء الضوء على تجربة سليمان فياض القصصية القاهرة - يحاول كتاب صدر حديثًا للناقد نبيل حمدي الشاهد إلقاء الضوء على تجربة القاص المصري الراحل سليمان فياض، الذي لم ينَلْ حقّه من البحث والدراسة، ولم يلقَ اهتمامًا يناسب ما قدمه من أعمال أدبية. ويقول الشاهد في كتابه "بنية السرد في القصة القصيرة" الصادر مؤخرًا عن المجلس الأعلى للثقافة المصري، إن سليمان فياض نجح في ترسيخ معالم عالمه القصصي وفي الكتابة بلغة فنية عالية المستوى جيدة الصياغة، فهو تارة -كما في مجموعة “عطشان يا صبايا”- يرسي دعائم البيت بالغوص في أعماق القرية المصرية، وتسجيل أدق تفاصيلها، ورصد حياة من يعيشون فيها، مع الأخذ في الاعتبار أن ذاته الثانية ككاتب (المؤلف الضمني) تحاول بقوة تغيير بعض الأوضاع التي تئن منها القرية المصرية. وهو في الوقت نفسه من الذين عاشوا الحلم العربي وثورته، وكان من الذين عاشوا انهيار هذا الحلم وتداعياته كما تُظهر مجموعته “أحزان حزيران”. يسعى المؤلف في كتابه إلى استنطاق أسس نظرة سليمان فياض للعالم، عبر رؤية نقدية ترى النص القصصي كلًّا متكاملًا لا يمكن تجزيئه، وتبدأ من النص لتعود إليه، مع الخروج عنه أحيانًا لاستنطاق ما يحمله من دلالة. ويؤكد الشاهد أن لسليمان فياض مشروعًا أدبيًا واسعًا، يتكون من ثلاثة محاور: التأليف اللغوي والفكري، وإعادة كتابة التاريخ العلمي للعلماء العرب القدامى للناشئين، والكتابة الإبداعية. ويبين أن دراسته تكشف اعتماد الراوي المتماهي مع المؤلف الضمني على رسم الشخصيات المحورية والثانوية، من خلال تحديد أبعادها المادية (الاسم ، الملامح الجسدية، الملابس، المهنة) بما يوحي بواقعية القص، إضافة إلى ارتباطها بمضامين أيديولوجية تحكم التوجهات الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويشير إلى أن الشخصيات تتصارع من خلال بنية متقابلة “الفاعل/ المفعول”، لتحكم بناء القصة مثلما تحكم بناء الشخصية ذاتها. ويؤكد الناقد أن الراوي لدى سليمان فياض يعتمد على إعطاء تحديدات زمنية تتماسّ في جوهرها مع واقع البيئة المصرية، بل وتمتد لتتماسّ في استخدامها مع تحديدات زمنية تراثية وأخرى مستحدثة، كما تتجادل علاقة الاسترجاع والاستباق في قصصه لتبني ظاهرة تعتمد على تأسيس شكل فني ومعماري متميز. يُذكر أن سليمان فياض وُلد عام 1929، وتوفي 2015. ومن أشهر مؤلفاته في القصة “عطشان يا صبايا”، و”أحزان حزيران”، و”العيون”، و”زمن الصمت والضباب”.

مشاركة :