ماتيس يضغط على بكين لكبح جماح كوريا الشمالية

  • 6/3/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس يحاول طمأنة الحلفاء الآسيويين لبلاده بأنه بإمكان التعاون مع بكين ضد بيونغ يانغ.العرب  [نُشر في 2017/06/03]مجلس الأمن الدولي يوسّع عقوباته على كوريا الشمالية سنغافورة - سعى وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس السبت إلى طمأنة الحلفاء الآسيويين لبلاده بأن واشنطن بإمكانها التعاون مع بكين حول برنامج أسلحة بيونغ يانغ دون أن يؤثر ذلك على معارضتها لـ"عسكرة" بحر الصين الجنوبي. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وجه انتقادات شديدة إلى الصين خلال حملته الانتخابية، طلب من بكين ممارسة ضغوط على بيونغ يانغ مما أثار قلقا من أن تتساهل الولايات المتحدة في المقابل حول نشاطات الصين البحرية. كما يشعر الشركاء الآسيويون للولايات المتحدة بالقلق من عدم تمسك الرئيس الأميركي بالتحالفات التقليدية واعتبروا انسحابه من اتفاقية التبادل بين دول المحيط الهادئ واتفاق باريس حول المناخ دليلا على ابتعاد اميركي أكثر شمولا. وحاول ماتيس الذي يعد أبرز شخصية في الحكومة الأميركية حاليا مع إضعاف ترامب لوزارة الخارجية، طمأنة الحلفاء الآسيويين في كل هذه المسائل. وقال ماتيس خلال قمة شانغري-لا الدفاعية الاقليمية في سنغافورة "على الصعيد الأمني، لدينا التزام قوي وثابت بتعزيز قوانين النظام الدولي الذي أعد بفضل جهود عدة دول من أجل تحقيق الاستقرار". نزع السلاح النووي ودعا ماتيس من الأسرة الدولية إلى العمل معا إزاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية الذي اعتبره "تهديدا للجميع". وقال "لا بد أن يقوم كل منا بدوره لتحقيق التزاماتنا والعمل معا لدعم هدفنا المشترك القائم على نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية". وتابع أن "التزام الصين المتجدد بالعمل مع الأسرة الدولية لنزع السلاح النووي مشجع للادارة الأميركية". وكانت بيونغ يانغ قامت الاثنين بتجربة صاروخية جديدة هي الثالثة لإطلاق صواريخ يجريها الشمال في غضون ثلاثة أسابيع و12 منذ بداية السنة رغم سلسلة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والتي تحظر على بيونغ يانغ مواصلة برنامجيها البالستي والنووي، وتلويح واشنطن بتدخل عسكري. كما تناول ماتيس بشكل مباشر القلق من أن تكون الولايات المتحدة تقدم تنازلات إلى الصين لقاء تعاونها حول كوريا الشمالية، مؤكدا ان المسألة ليست "متبادلة" وان الولايات المتحدة ستواصل ضغوطها على بكين في القضايا الأخرى. واضاف ماتيس ان "بناء الجزر الاصطناعية والعسكرة الواضحة في المياه الدولية تقوض الاستقرار الاقليمي"، منتقدا "ازدراء الصين بالقانون الدولي (...) وبمصالح الدول الاخرى". وكانت البحرية الأميركية نفذت في 25 مايو الماضي عملية "حرية الملاحة" في بحر الصين الجنوبي التي وصلت خلالها المدمرة الاميركية "يو اس اس ديوي" إلى نقطة تبعد 12 ميلا بحريا عن جزيرة ميستشيف في جزر سبارتلي. تطالب الصين بالسيادة على الجزء الأكبر من بحر الصين الجنوبي الذي تطالب به جزئيا تايوان وعدة دول من جنوب شرق آسيا من بينها الفيليبين وبروناي وماليزيا وفيتنام. وقامت الصين في السنوات الأخيرة بعمليات بناء جزر اصطناعية صغيرة يعتقد انها قواعد عسكرية، على الجزر الصغيرة. وتحتج الولايات المتحدة على عمليات ضم تقوم بها أيضا بلدان اخرى في المنطقة.البرنامج النووي "تهديد للجميع" غير مؤمن وكان القلق واضحا على ممثلي الدول المشاركة في القمة إزاء الوضع في بحر الصين الجنوبي ونوايا ترامب. وسأل احد المشاركين عما اذا كان ترامب "غير مؤمن" بالنظام الاقليمي القائم على قوانين، بينما تساءل آخر عما اذا كان من الممكن الوثوق به فعلا بالنظر إلى تصريحاته التي تشدد على وضع "اميركا أولا". ورد ماتيس بالقول "أصبروا. سنظل على التزامنا وسنكون معكم". لاحقا أعلنت وزيرة الدفاع اليابانية تومومي اينادا إنها تثق "ثقة كاملة" في الولايات المتحدة، وشددت نظيرتها الاسترالية ماريز باين على المثل. وقالت باين "لم اكن بحاجة لخطاب ماتيس هذا الصباح لأطمئن ازاء التزام الولايات المتحدة في المنطقة". واضافت "أعتقد ان الأفعال وقعها بنفس قوة الأقوال إن لم يكن أقوى"، مشيرة إلى ان الزيارة الاولى لماتيس إلى الخارج كانت إلى اليابان وكوريا الجنوبية. وبعدما اتهم الصين في السابق بـ"اغتصاب" الولايات المتحدة، اشاد ترامب اثر لقائه بنظيره الصيني شي جينبينغ في ابريل الماضي ووصفه بأنه "رجل جيد" وبأنه لن يكون من اللائق ممارسة الضغوط على الصين بينما الولايات المتحدة تطلب منها المساعدة حول كوريا الشمالية. وفرض مجلس الأمن الدولي الجمعة عقوبات على 18 مسؤولا وهيئة من كوريا الشمالية. وتبنى مجلس الأمن الدولي بالاجماع قرارا أعدته الولايات المتحدة ينص على إدراج رئيس الاستخبارات الكورية الشمالية و13 مسؤولا آخرين و4 هيئات على قائمة العقوبات الدولية وفرض حظر بالسفر عليهم مع تجميد أصولهم. وحذر ماتيس أيضا في سنغافورة من تهديدات اقليمية اخرى من بينها عودة مقاتلين من تنظيم داعش إلى المنطقة.

مشاركة :