سأل سائل موقع إسلام ويب: هل الاحتجام يفسد الصوم؟ وأجاب الموقع عن السؤال بالجواب التالي: نص الفتوى: اختلف أهل العلم في الحجامة: هل تفطر الصائم أم لا؟. فذهب الجمهور من أهل العلم من الأئمة الثلاثة: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، إلى أنها لا تفطر؛ لما روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم. وقال ابن عباس، وعكرمة: الصوم مما دخل، وليس مما خرج. وعن أم علقمة قالت: «كنا نحتجم عند عائشة ونحن صيام، وبنو أخي عائشة، فلا تنهاهم». وذهب أحمد إلى أن الحجامة تفطر؛ لما في المسند والترمذي من حديث رافع بن خديج أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفطر الحاجم والمحجوم». وما ذهب إليه جمهور أهل العلم هو الراجح. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، في تعليقه على حديث: احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم، قال: (قال ابن عبد البر، وغيره: فيه دليل على أن حديث: («أفطر الحاجم والمحجوم»، منسوخ؛ لأنه جاء في بعض طرقه أن ذلك كان في حجة الوداع، وسبق إلى ذلك الشافعي). ومن أهل العلم من أوَّلَ: «أفطر الحاجم والمحجوم» بأن المراد تسببا في الفطر، هذا بسبب مصه للدم، الذي قد يصل منه شيء إلى حلقه، والآخر بسبب إضعاف نفسه إضعافًا ينشأ عنه اضطراره إلى الفطر. ولعل الصواب في المسألة هو: أن الأولى لمن تضعفه الحجامة أن يؤخر الحجامة إلى الليل؛ لأنه قد يضطر إلى الفطر بسببها، ففي موطأ مالك عن ابن عمر: «أنه احتجم وهو صائم، ثم ترك ذلك، وكان إذا صام لم يحتجم حتى يفطر»، وعن الزهري: «كان ابن عمر يحتجم وهو صائم، في رمضان، وغيره، ثم تركه لأجل الضعف»، والحديث وصله عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، هكذا ذكره الحافظ في الفتح. والله أعلم.;
مشاركة :