حمزة عليان | في مكتب سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر الأحمد، جرى صباح الأربعاء (23 رمضان 1394هـ الموافق 9 أكتوبر 1974) لقاء بين سموه ورؤساء تحرير الصحف المحلية، ودار خلال اللقاء حوار صريح ومفتوح، قدم خلاصته لقراء القبس في اليوم التالي رئيس التحرير جاسم أحمد النصف، فقد عرض رؤساء التحرير ما يعترض العمل الصحافي من مشاكل وصعوبات يمر بها من الناحيتين المهنية والمالية، وطلبوا ان تكون هناك لقاءات دورية بين فترة وأخرى، تجمعهم مع المسؤولين، لكي يضع المسؤولون رؤساء التحرير في الصورة السليمة الواضحة للأحداث، وحتى يمكن للصحف ان تتحاشى الزلات التي قد تقع فيها عن حسن نية. وكما عرف عن الشيخ جابر الأحمد من مواقف جادة ومسؤولة، فقد كان سموه صريحاً إلى أبعد حدود الصراحة، مقدراً للصحافة دورها ومسؤوليتها في النقد السليم والتوجيه، وكانت له – إلى جانب ذلك – ملاحظات على الصحف المحلية، في بعض ما تتطرق إليه من مواضيع. وكانت أهم الآراء والملاحظات الواردة في حديث الشيخ جابر الأحمد، ما يأتي: • أؤمن بالنقد الصحافي، واطلع على كل ما يكتب في صحافتنا المحلية، ولكن لي بعض الملاحظات على هذه الصحافة: أ – أبغض الصحيفة التي تحاول زرع بذور الشقاق بين الكويتيين، وكذلك التي تحاول المساس بأعراض الناس. ب – أتمنى ان تكون كتابات الصحف جادة وموضوعية عند معالجة القضايا المحلية والعربية، وان تعمد إلى تدعيم نقدها بالوقائع، لكي استفيد منها بصفتي رئيساً لمجلس الوزراء، ومسؤولاً في الدولة. • أنا صريح، وأكره الدبلوماسية اطلاقاً، ودائماً أضع نصب عيني اني لا أتوقع الشكر من أحد على ما أقوم به من أعمال وجهود، وأترك الحكم على ما أعمل للتاريخ وحده بعد ذلك. • أكرس كل جهدي لوطني وشعبي، ولهذا اعتبر كل مساس بهذين الجسمين مساساً بي. • أحبذ اللقاءات الدورية بين رؤساء التحرير وكبار المسؤولين في الحكومة، شرط ان يتم الاعداد لها مسبقاً. • دائماً أنصح كبار المسؤولين عندي، وأقول لهم: لا تتوقعوا الشكر من أحد، أو من الصحافة، وانما أعمالكم هي الشاهد، ويجب ان تتحلوا بالنزاهة والترفع، لكي لا يطالكم أي تجريح، والمواطن الواعي هو الحكم بعد ذلك على أعمالكم. • لا استطيع ان أمنع الصحف من كتابة ما تريد، لكن عليها ان تنصف الانجازات التي تتم في البلاد، وألا تبالغ في المديح وتضخم بعض الانجازات الكبيرة التي نقوم بها، وان تعطي كل عمل حجمه الطبيعي. • نحن مع النقد، ولكن البناء منه الذي يهدف إلى تصحيح الأخطاء من دون إضرار أو تجريح أو تشهير، ومثلما تنتقد الصحافة المنجزات الكبيرة وتقلل من أهميتها عليها ان تكون منصفة مع نفسها ومع الله.
مشاركة :