الرياض/ فارس كرم/ الأناضول من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، تتنافس كبرى البورصات العالمية، للظفر بحصة من الطرح الأولي لأسهم شركة "أرامكو" السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، والذي من المتوقع أن يكون الأضخم في العالم، متفوقاً على شركة "علي بابا" الصينية. وتنوي السعودية، طرح حصة من أسهم "أرامكو" في البورصة المحلية، إضافة إلى بورصة أخرى أو بورصتين عالميتين، وفق تصريحات سابقة لولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وتعتزم الحكومة السعودية طرح 5 بالمائة من أسهم الشركة للاكتتاب العام، خلال العام المقبل 2018، بهدف استخدام الأموال المتحصلة من الطرح في تنويع الاقتصاد الذي تضرر كثيراً جراء التراجع الحاد في أسعار النفط، بأكثر من ثلثي قيمته منذ منتصف 2014. ووفق رصد لـ "الأناضول"، تتنافس بورصة نيويورك (الولايات المتحدة)، وبورصة ناسداك (الولايات المتحدة)، بورصة لندن (بريطانيا)، بورصة طوكيو (اليابان)، بورصة هونغ كونغ (الصين) ، بورصة تورنتو (كندا)، وبورصة سنغافورة، على حصة من طرح "أرامكو". وقال خبراء اقتصاد سعوديون، أن بورصة نيويورك هي الأقرب للفوز بالطرح في حال كان الإدراج مزدوج، فيما ستكون بورصة طوكيو (الشرق) أو بورصة لندن (غرب) هي الأكثر حظاً، في حال طرحت "أرامكو" في ثلاث بورصات (بورصتين عالميتين بجانب البورصة السعودية). وأكد الخبراء، في أحاديث مع "الأناضول"، على أن التنافس القوي بين أكبر البورصات العالمية للظفر بحصة من طرح "أرامكو" طبيعي، خصوصاً وأن الشركة من أكبر الشركات المنتجة للنفط في العالم، وتحظى باهتمام كبير من قبل المستثمرين والمؤسسات. و"أرامكو"، هي أكبر شركة نفط في العالم، وتنتج برميلاً من كل 8 براميل نفط في العالم، وتسهم بـ 12.5 بالمائة من إنتاج النفط العالمي، بحسب تقرير الشركة السنوي لعام 2015، ولديها 261.1 مليار برميل نفط من الاحتياطي المؤكد. وتشير تقديرات المسؤولين إلى أن القيمة السوقية لــ "أرامكو" ستبلغ نحو 2 - 2.5 تريليون دولار، فيما تتراوح معظم التقديرات العالمية بين 1 و1.5 تريليون دولار، خاصة بعد خفض الضرائب عليها. ** تنافس قوي وقال الكاتب والخبير الاقتصادي، محمد العنقري، إنه من الطبيعي التنافس القوي بين أكبر البورصات العالمية، على الفوز بإدراج شركة أرامكو السعودية. وأضاف في اتصال هاتفي مع "الأناضول": "لا يوجد "أرامكو" أخرى في العالم"؛ مشيراً إلى أن استفادة البورصات العالمية من إدراج شركة أرامكو السعودية لديها لا يقف فقط عند الإدراج لكن تأثيره يمتد لما بعد الإدراج، عبر رفع حجم التداولات والقيمة السوقية والاستثمارات والفرص في السوق التي ستُدرج بها. وعن البورصة الأقرب للفوز بالإدراج، زاد: "نظرياً، البورصات الأكبر عالميا هي الأقرب، ففي حال كان الإدراج مزدوجاً، أي في بورصتين فقط، ستكون البورصة السعودية واحدة منهما، ومن المتوقع أن تكون الثانية من الغرب وأتوقع أن تكون بورصة نيويورك". وأضاف العنقري: "البورصات الأمريكية هي الأضخم في العالم، والأكثر خبرة وسيولة وتأثير بالتالي الفائدة لشركة أرامكو ستكون أكبر، لذا هي الأقرب". وذكر انه في حال تم إدراج شركة أرامكو في ثلاث بورصات فمن المتوقع أن تكون بورصة طوكيو من الشرق أو بورصة لندن من الغرب، هي الأقرب بجانب بورصتي السعودية ونيويورك. ** إدراج مزدوج من جهته، قال محمد العمران، الرئيس التنفيذي لشركة أماك للاستثمارات (خاصة)، إنه من الصعب تحديد أقرب البورصات للفوز بإدراج شركة أرامكو السعودية، فمتخذ القرار (السلطات السعودية) هي الأقدر على تحديد ذلك. وأضاف في اتصال هاتفي مع "الأناضول"، أنه بحسب تصريحات المسؤولين السعوديين، سيكون هناك إدراج مزدوج لشركة أرامكو السعودية، أو سيتم إدراجها في ثلاث بورصات عالمية. مساعي البورصات وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير لتلفزيون "فوكس نيوز"، في مارس/آذار الماضي، إن المملكة تخوض "مناقشات جدية" مع بورصة نيويورك بشأن اختيارها بين البورصات التي سيتم فيها الطرح العام الأولي المزمع لأسهم شركة النفط السعودية الحكومية العملاقة أرامكو. وقالت الرئيس التنفيذي لبورصة ناسداك الأميركية أدينا فريدمان، في مارس/آذار الماضي، إن بورصتها تستعرض إمكاناتها التكنولوجية في مسعى للفوز بالطرح العام الأولي المزمع لأسهم شركة أرامكو السعودية. وفي مارس/آذار الماضي، طلبت اليابان رسميا من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساعدة بلادهم لطرح شركة أرامكو في بورصة طوكيو اليابانية. من جهتها، تعمل بورصة لندن على تعديل بعض أنظمة الإدراج لديها للفوز بإدراج "أرامكو" لديها، حيث تشترط البورصة حالياً طرح 25 بالمائة من أسهم الشركات لتدرج ضمن البورصة. واصطحبت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، الرئيس التنفيذي للبورصة كزافييه روليه خلال زيارتها للسعودية، في مايو/أيار، للقاء المسؤولين السعودية بهدف إقناعهم بطرح "أرامكو" في بورصة لندن. وأكد تشارلز لي الرئيس التنفيذي لبورصة هونغ كونغ الصينية، أن الوصول لرأس المال الصيني ودور الصين كأكبر مستورد للخام الأسود يجعلان بورصة هونغ كونغ منافساً قوياً في السباق المحموم بين مواقع الطرح. وقال لي، أن هونغ كونغ أجرت مشاورات مع شركة أرامكو، وتعمل بأقصى جهد للفوز بالطرح العام الأولي خلال 2018 المرجح له أن يكون الأكبر عالمياً. وتدرس سنغافورة مجموعة من الإجراءات التي تستهدف الفوز بحصة من اكتتاب أرامكو، بينها أن تقوم واحدة من الشركات الاستثمارية التابعة للدولة لتصبح شريكاً أساسياً في الطرح الأولي لـ "أرامكو". وتستغل بورصة تورنتو الكندية، البيئة التنظيمية لاستغلال الموارد الطبيعية، وزيادة رأس المال من النفط والغاز، بالإضافة إلى الاهتمام التجاري القوي من خارج البلاد، للترويج لنفسها للفوز بحصة من إكتتاب "أرامكو السعودية". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :