تعد المطارات في معظم المدن والدول المحطة الأولى التي يجدها المسافر أثناء وصوله، فمن المطار يمكن للمسافر أن يُكوِّن فكرة مبدئية عن وضع المدينة أو الدولة التي يصل إليها، ومطاراتنا اليوم لا نُحسد عليها سواء من حيث الحجم أو توفير الموظفين أو غيرها من التجهيزات الأخرى، ومع ذلك فإن البعض يأبى إلا أن يزيد من سوء الوضع، فما إن يصل إلى إحدى المطارات شخصية عالمية إلا وتجد الفوضى هي المسيطرة على الوضع، وكأن البعض يرغب في أن يؤكد أننا شعب فوضوي. بالأمس وصل أحد المدربين الرياضيين لمطار الملك خالد الدولي بالرياض، وأظهرت الصور وضعه وهو يهرب راكضًا، وهناك رجل أمن يمسك بيده ليأخذه سريعًا عبر أروقة المطار والجماهير تطارده، وقد تمكّن من الفرار منها في سيارة أحد المصورين، وقبل ذلك وصل أشهر لاعب في العالم للمملكة، وظهرت صورته وهو محاصر بالجماهير ورجال الشرطة، وتكاد إحدى الأسلحة الرشاشة تفقع عينه وعلامات الرعب واضحة في وجه ذلك اللاعب. هل تعتقدون أن مثل هذه المشاهد يمكن أن ينساها هؤلاء الزوار؟ وما هو تعليق الرأي العام العالمي وهو يرى مثل هذه الصور؟ ومن يتحمّل مسؤولية هذه الفوضى، وذلك التشويه؟ البعض سيُلقي باللوم على جهات أخرى تنظيمية أو إدارية، وبعد جولة من المتابعات وفي نهاية المطاف سنصل إلى أن صورة سيئة قُدِّمت عن الوطن دون أن يتحمل المسؤولية أحد. هذه الفوضى ليست حصرية في موضوع الاستقبالات، بل هي فوضى أصبحت جزءًا من حياة البعض، بل أصبح من يلتزم بالنظام اليوم؛ ويحرص على التقيد بالتعليمات والأنظمة شخص يُوصف بأنَّه جاهل أو ساذج أو ضعيف، فلا تكاد ترى صفوفًا في أي مكان فيه زحام ولا تكاد تجد تنظيمًا في أي مكان فيه جمهور، ولا يوجد حل لمكافحة هذه الفوضى والتغلب عليها إلا بالعودة إلى النظام والالتزام به وتطبيق العقوبات على من يتجاوزه، فلن نتقدم خطوة للأمام ونحن في مثل هذه الفوضى، ولنا في ساهر نموذج حي. Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :