التعريف بأصحاب المواهب المميزة أصبح ضرورة ملحّة، فلئن تكتشف موهبة محلية مرموقة تستثمر فيما يساهم في رفعة الوطن وبيان صورته الحقيقية خيرًا من أن تتجاهلها وتقلل من شأنها ليتم استغلالها بعد ذلك من قبل من يكيدون ويحسدون هذا الوطن على مكانته فيسيئون إلى الوطن من خلالها. الفن هو أحد تلك المجالات التي تزخر بالعديد من المواهب المميزة، وعبر التاريخ كان لدينا العديد من الفنانين السعوديين المميزين والذين لم ينحصر انتشار فنهم على الحدود الوطنية بل وانتقل في كثير من الأحيان تجاه العالمية على الرغم من أن أمثال أولئك اعتمدوا على أنفسهم في ذلك الوقت بشكل كبير ولم تكن هناك جهات ترعاهم وتحتضنهم وتعمل على تطويرهم وتحسين مستواهم . مؤخرًا وفي مطار الملك خالد الدولي بمدينة الرياض وبالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني والجمعية السعودية للفنون التشكيلية أطلقت مبادرة (الفن جميل) وهي إحدى مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية المعرض الثاني من سلسلة معارض (كونكتد) أو ما أصبح يطلق عليه (الفن في المطارات) وذلك في صالة المغادرة الداخلية (3) والتي يعبر فيها ملايين من المسافرين، وضم المعرض الذي تم افتتاحه مؤخرًا ويستمر لمدة أسبوعين أعمالًا لفنانين محليين وصلوا إلى درجة العالمية مثل أحمد ماطر وعبدالناصر غارم وفيصل سمرة ونورة كريم وغيرهم من الفنانين الذين لديهم مواهب محلية متميزة في الفن المعاصر، وقد كانت المحطة الأولى لهذه السلسلة في مطار الملك عبدالعزيز بمدينة جدة حيث تم افتتاحه نهاية العام الماضي . محور الأعمال الفنية في (الفن في المطارات) كان يركز على الفن المعاصر والذي أصبح وسيلة لتقديم الثقافة المحلية والقضايا الاجتماعية بأسلوب حديث تعكس مستوى الوعي الموجود لدى الفنانين كما تساهم في خلق جو حديث في مطاراتنا يمكن المسافرين من الإطلاع على أعمال فنية محلية مميزة، كما أنه وسيلة هامة ولا مثيل لها تمكّن الفنانين من عرض أعمالهم في المطارات والتي يتوافد إليها الملايين من المسافرين . نشكر الهيئة العامة للطيران المدني على دعمها لهذه المبادرة وحرصها على إبراز مثل هذه الأعمال الفنية المحلية ومشاركتها الفاعلة مع القطاع الخاص في مشروعات تنموية تساهم في تحفيز الفنانين على مواصلة تطوير أعمالهم وتحسين مواهبهم ليتمكنوا مستقبلًا من المشاركة في معرض (الفن في المطارات). Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :