الفوانيس التقليدية تأبى الاندثار في مصر

  • 6/6/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - بينما تمتلئ الأسواق والمتاجر في شوارع مصر بفوانيس ملونة بمناسبة شهر رمضان تعمل عائلة مصرية على الحفاظ على تصميم وصناعة الفوانيس التقليدية الخاصة بشهر الصوم يدويا. ومن ورشته الصغيرة بالقاهرة يصنع حسين سيد واثنان من أطفاله مئات الفوانيس المعدنية التقليدية ويضيفون لها زجاجا ملونا. وتُباع هذه الفوانيس في شهر رمضان من كل عام. وتوارثت عائلة سيد هذه المهنة القديمة من أسلافها جيلا بعد جيل. ويأمل حسين سيد أن تحافظ عائلته على هذه المهنة لأجيال قادمة. لكن على الرغم من تطلعه إلى أن تظل الفوانيس التقليدية مشاركة على الدوام في احتفالات شهر رمضان، يخشى من تراجع الإقبال على الفوانيس عموما. وأوضح سيد أن الحرفيين الذين يصنعون الفوانيس المعدنية التقليدية أصبحوا نادرين جدا. وأشار إلى أنه ورث تلك المهنة عن أبيه. وقال حسين سيد "علشان ما تنقرضش (حتى لا تنقرض) لأن القليل قوي اللي بيتعلمها. يعني دية (هذه) إحنا ما بين العيلة (العائلة) بس. يعني مفيش غريب بيدخلها. العيلة كل العيلة بتبقى هي صنعته. أخويا تعلمها من والدي. أنا تعلمتها من أخويا. أخويا الصغير تعلمها مني. أنا أولادي بأعلمها لأولادي". ويمضي سيد معظم العام وهو يصنع الفوانيس التقليدية مع أفراد عائلته ولا يتوقف اللهم إلا لفترة في شهر رمضان ثم يستأنف العمل المعتاد بعد عيد الفطر. وأضاف "إحنا طول السنة يعتبر شغالين ما بنقعدش. بنخلص الموسم بتاع رمضان اللي هو أول يوم رمضان نقعد لخامس يوم عاشر يوم. بنخلص شغلنا وبنقعد نريح بقية شهر رمضان لحد بعد العيد وبعد كده بنشتغل من بعد العيد علطول". ويصنع سيد وأطفاله نحو عشرة فوانيس تقليدية يوميا ويبيع الإنتاج لتجار الجملة بما بين 15 و50 جنيها (نحو 1 إلى 3 دولارات) وفقا لحجم الفانوس. وفي سوق محلي يعاين مشترون الفوانيس الملونة المعروضة بحثا عن الأجمل الذي يرونه مناسبا أكثر لتزيين منازلهم. وتفضل متسوقة تدعى نجلاء اليمامي الفوانيس التقليدية المصنوعة من المعدن، مثل تلك التي تصنعها عائلة سيد، عن الفوانيس ذات التصميمات الحديثة موضحة أن الفوانيس التقليدية تُذكرها بالماضي الجميل الذي عايشته. وقالت لتلفزيون رويترز "لأ الفوانيس دي (التقليدية). وجايبه أولادي علشان أجيب لهم الفوانيس دي. بأقنعهم بها. هو القديم بتاع زمان ساب (ترك) ذكرى جوانا لأن إحنا تعودنا عليه. هو ده بتاع زمان. لكن اللي طلع جديد كلها ألعاب وأشكال جديدة. مش هي دي اللي إحنا تعودنا عليها زمان". وطالما استمر الطلب على الفوانيس التقليدية التي تصنعها عائلة سيد فإن العائلة ستواصل عملها في صنع تلك الفوانيس كالمعتاد وتحافظ على تلك المهنة من الانقراض.

مشاركة :