تحركات دولية محورها الكويت لاحتواء «الأزمة الخليجية»

  • 6/7/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في محاولة لحل الأزمة الخليجية التي اتخذت منحى خطيراً، بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، تبادل زعماء عشرات الدول المعنية الاتصالات الهادفة إلى التهدئة، بينما برزت الكويت كمحور لهذه المساعي. بدأت تحركات دولية موسعة، تخللتها سلسلة اتصالات مكوكية جرت في الساعات الأخيرة بين زعماء دوليين وإقليميين بشأن الأزمة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة اخرى، والتي ادت الى قطع العلاقات بين الدول الاربع والدوحة وفرض عزلة عليها. الكويت في هذا السياق، قال وزير الخارجية القطري محمد آل ثاني، أمس الأول، إن الدوحة مستعدة لقبول جهود الوساطة لتخفيف التوتر، بعد أن قطعت دول عربية كبرى العلاقات معها، مضيفا أن أمير قطر أرجأ خطابه لمنح سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد فرصة للعمل على إنهاء التوترات الإقليمية. من ناحيته، أعلن متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الحليف المقرب من قطر، أن الأخير يقوم بـ»جهود دبلوماسية» لحل الازمة. وقال المتحدث ابراهيم كالين، في بيان، إن تركيا مستعدة «لتحمل مسؤولياتها في الايام والاسابيع المقبلة»، لتسهيل التوصل إلى تسوية، وحث دول الخليج على حل خلافاتها عبر «المفاوضات والحوار والتواصل». واتصل إردوغان أمس الأول بسمو امير الكويت الشيخ صباح الأحمد والعاهل السعودي الملك سلمان وامير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن الولايات المتحدة ستحاول بهدوء تخفيف التوتر بين السعودية وقطر، وإنه لا يمكن عزل الدولة الخليجية الصغيرة في ضوء أهميتها بالنسبة للمصالح العسكرية والدبلوماسية الأميركية. وذكر البيت الأبيض أمس الأول انه ملتزم بالعمل لنزع فتيل التوترات في الخليج. وقال مصدر إن الولايات المتحدة سترسل مبعوثا إذا اجتمعت دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة الخلاف مع قطر. واشارت مصادر في واشنطن لـ»الجريدة» إلى ان وزير الخارجية ريكس تيلرسون قد يزور المنطقة. ونقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي كبير: «هناك إقرار بأن بعض السلوكيات القطرية تثير القلق ليس فقط لدى جيرانها الخليجيين ولكن لدى الولايات المتحدة أيضا». وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد استقبل أمس الأول الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي في الدوحة، وبحثا الأزمة الراهنة والعلاقات الثنائية. من ناحيته، بحث وزير الخارجية القطري الشيخ محمد آل ثاني مع نظرائه التونسي خميس الجهيناوي والسوداني ابراهيم غندور والجزائري عبدالقادر مساهل والمغربي ناصر بوريطة ومستشار رئيس وزراء باكستان للشؤون الخارجية سرتاج عزيز العلاقات الثنائية. كما بحث الوزير القطري مع نظرائه الروسي سيرغي لافروف والايراني محمد ظريف والسريلانكي رافي كارونوناياكي والماليزي حاج امان العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها. من ناحيته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تغريدة على «تويتر»، إنه قال لشركائه في الشرق الأوسط «لا يمكن أن يستمر تمويل الفكر المتشدد» وهم أشاروا إلى قطر. المجلس الوزاري السعودي وجددت السعودية مساء أمس الأول تأكيدها أنها «ستظل سندا للشعب القطري الشقيق وداعمة لأمنه واستقراره بغض النظر عما ترتكبه السلطات في الدوحة من ممارسات عدائية». وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي د. عواد العواد، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء ليل الاثنين - الثلاثاء، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إن «مجلس الوزراء أكد أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر جاء انطلاقا من ممارسة المملكة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف». وأشار العواد إلى أن «المملكة اتخذت قرارها الحاسم هذا نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة سرا وعلنا طوال السنوات الماضية، بهدف شق الصف الداخلي السعودي والتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة». الإمارات ودعت أبوظبي مساء أمس الأول الى العمل على «خريطة طريق مضمونة» لإعادة العلاقات مع الدوحة، مطالبة اياها بتغيير سلوكها ووقف الرهان على «التطرف». وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الامارات انور قرقاش، على حسابه في «تويتر»، «بعد تجارب الشقيقة السابقة لا بد من إطار مستقبلي يعزز أمن واستقرار المنطقة». واضاف «لابد من إعادة بناء الثقة بعد نكث العهود، لابد من خريطة طريق مضمونة»، من دون ان يوضح طبيعة هذه الضمانة او ما اذا كان يشير الى ضرورة وجود جهة ضامنة لتنفيذ خريطة الطريق هذه». واتهم قرقاش الدوحة بمواصلة الاعتماد على «سياسة المال والإعلام والرهان على الحزبية والتطرف»، معتبرا ان «جوهر الحل في تغيير السلوك المحرض والمضر». وكتب: «في الإمارات اخترنا الصدق والشفافية، اخترنا الاستقرار على الفوضى، اخترنا الاعتدال والتنمية، اخترنا الثقة والوضوح، واخترنا سلمان والسعودية»، في اشارة الى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. الدوحة وقال وزير الخارجية القطري، في مقابلة مع قناة الجزيرة بثت ليل الاثنين - الثلاثاء، «لن تكون هناك إجراءات تصعيدية مقابلة من قطر، لأنها ترى أن مثل هذه الخلافات بين الدول الشقيقة يجب أن تحل على طاولة حوار». واضاف: «يجب أن تكون هناك جلسة فيها مكاشفة وصراحة وطرح لوجهات النظر، وتعريف مواقع الاختلاف، والعمل على تضييق مساحات الاختلاف مع احترام آراء بعضنا البعض»، مؤكدا أن «علاقتنا استراتيجية مع الولايات المتحدة، وهناك أمور لا نتفق عليها، لكن نقاط التعاون أكثر من نقاط الخلاف». إلغاء التراخيص وقررت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية إلغاء جميع التراخيص الممنوحة للخطوط الجوية القطرية ولموظفيها، وإقفال جميع مكاتبها في المملكة خلال 48 ساعة، بحسب بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية. وجاء قرار سحب التراخيص بعد وقف الرحلات الجوية بين المملكة السعودية ودول اخرى من جهة، وقطر من جهة ثانية، إثر قرار الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة قطع العلاقات مع الدولة الخليجية الغنية بالنفط والغاز، على خلفية اتهامها «بدعم الإرهاب». ودعت الهيئة المسافرين الذين قاموا بشراء تذاكرهم من وإلى قطر إلى «التواصل مع الناقلات الجوية أو وكيل السفر عبر الموقع الإلكتروني لاستعادة التذاكر أو التعويض». ومن المتوقع أن يكون للقرار تبعات اقتصادية مهمة، إذ إنه يعطل بشكل تام أعمال الخطوط القطرية في المملكة، ويطال موظفيها المقيمين في السعودية. ويذكر أن شركة الطيران العملاقة تسير رحلات يومية الى 9 مدن سعودية. الخطوط القطرية في المقابل، أعلنت الخطوط الجوية القطرية تعليق رحلاتها الى السعودية والامارات والبحرين ومصر «حتى اشعار آخر»، غداة إعلان هذه الدول قطع العلاقات مع قطر وتعليق الرحلات الجوية اليها. وقالت «القطرية»، في بيان نشرته على موقعها، «تعلن الخطوط الجوية القطرية عن تعليق جميع رحلاتها إلى السعودية والامارات والبحرين ومصر حتى اشعار آخر». واضافت: «سيتم توفير خيارات بديلة لجميع المسافرين الذين تأثرت رحلاتهم، منها استرداد مبلغ التذكرة او اعادة الحجز على وجهات أخرى ضمن شبكة الخطوط الجوية القطرية». والاثنين اتهمت السعودية والامارات والبحرين ومصر قطر «بدعم الارهاب»، واتخذت سلسلة اجراءات تهدف الى عزلها، بينها قطع العلاقات الدبلوماسية، واغلاق كل المنافذ البحرية والجوية والبرية أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى قطر. وأوقفت شركات «مصر للطيران» و»طيران الامارات» و«الاتحاد للطيران» و»فلاي دبي» و»العربية» والخطوط السعودية رحلاتها من والى قطر. المصارف وكشفت مصادر مطلعة أن مؤسسة النقد العربي السعودي البنك المركزي وجهت بنوك المملكة بعدم التعامل مع البنوك القطرية بالريال القطري. ولليوم الثاني على التوالي تواصلت المضاربات في أسواق العملات على الريال القطري، وقالت مصادر مصرفية لـ«رويترز» أمس إن العملة القطرية تعرضت لضغوط. وهبطت العقود الآجلة للريال القطري مقابل الدولار أمس، ولليوم الثاني على التوالي، بسبب المخاوف إزاء الأثر الاقتصادي على قطر في الأمد الطويل. وبلغت عقود بيع الدولار 3.6470 ريالات في السوق الفوري، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2016 وفقا لبيانات تومسون رويترز. ويربط البنك المركزي الريال القطري عند 3.64 ريالات للدولار، ويسمح بتقلبات محدودة حول هذا المستوى. وجرى تداول العقود الآجلة استحقاق عام للدولار مقابل الريال منخفضة 275 نقطة، مقارنة مع إغلاق الاثنين البالغ 250 نقطة، ومستويات عند نحو 180 نقطة أساس قبل اندلاع الأزمة الدبلوماسية. ويأتي ذلك بعد أيام من قرار الوكالة خفض التصنيف الائتمائي لقطر إلى AA3 من AA2، نظرا لضعف المركز الخارجي للبلاد والضبابية التي تحيط باستدامة نموذج النمو. وقالت مصادر مصرفية في الخليج، رفضت الكشف عن أسمائها، إن بنوكا سعودية وإماراتية وبحرينية ترجئ المعاملات إلى حين تلقي توجيهات من البنوك المركزية في الدول الثلاث بشأن كيفية تنفيذ التعاملات مع قطر. وذكر مصرفي إماراتي: «لن نتحرك بدون توجيهات البنك المركزي، لكن من الحكمة تقييم ما نقدمه للعملاء القطريين والتوقف لحين اتضاح الأمور أكثر»، مضيفا أن تمويل التجارة متوقف في الوقت الحالي. وقالت المصادر إن المصرفين المركزيين في الإمارات والبحرين طلبا من البنوك الخاضعة لإشرافهما الإفصاح عن انكشافها على البنوك القطرية. ولم يرد المصرفان على طلب التعقيب. كما أفاد ثلاثة مصرفيين في القاهرة، لـ»رويترز» أمس، بأن بعض البنوك العاملة في البلاد عادت للتعامل على الريال القطري من جديد، بعد أن توقفت أمس الأول عن بيع وشراء العملة.

مشاركة :