أفاد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، بأنه بحث الوضع في الشرق الأوسط، أمس، مع نظيريه الألماني والصيني، مضيفاً أنهم اتفقوا جميعاً على ضرورة تجنب أي تصعيد للتوتر، ويأتي ذلك في إطار جهود دولية لاحتواء التوتر في المنطقة، بعد مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وقادة آخرين من الحشد الشعبي في العراق، إثر خروج موكبهم من مطار بغداد. وذكر لو دريان، أنه أجرى اتصالاً هاتفياً، أمس، مع نظيريه الألماني هايكو ماس، والصيني وانغ يي. وأضاف: «أكدنا جميعاً على وجه الخصوص، اتفاقنا بشأن أهمية الحفاظ على استقرار وسيادة العراق والمنطقة بأسرها، وكذلك ضرورة ألا تُقدم إيران على أي انتهاك جديد لاتفاق فيينا». وتابع لو دريان: «إن فرنسا والصين متفقتان على محاولة تجنب أي تصعيد»، وفي هذا الإطار، دعا وزير الخارجية الصيني واشنطن إلى حل المسألة الإيرانية من خلال الحوار، وأوضح أنه تحدث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وقال له: إنه يجب أن تكف أميركا عن إساءة استخدام القوة. وذكرت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، نقلاً عن وانج في اتصاله الهاتفي، أن الصين ستلعب دوراً بناءً في الحفاظ على السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان: إن وزير الخارجية سيرجي لافروف، تحدث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، عبر الهاتف، وناقشا مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في ضربة جوية أميركية. وقال البيان: «عبّر لافروف عن تعازيه في مقتل سليماني». وفي هذه الأثناء، أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده للمساهمة في نزع فتيل التوترات. وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، في بيان حول الأحداث الأخيرة في العراق، عبر حسابه في موقع «تويتر»: «إن الاتحاد مستعد للتدخل في سبيل تخفيف حدة التوترات التي يشهدها الشرق الأوسط بعد اغتيال سليماني». ودعا بوريل، إلى وقف دورة العنف الحالية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس»، معتبراً أن التصعيد يهدد المنطقة بأسرها. وكان كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، أعلن أمس، أن «إيران ستمتنع عن أي رد متهور ومتسرع»، على مقتل سليماني في غارة أميركية بالعراق، أمس. وأضاف شكارجي، في حديث وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء: «الرد سيكون وفقاً لما يطالب به الشعب» الإيراني، وشدد مضيفاً: «من حقنا الرد، وبالتأكيد إيران سترد على هذه العملية»، حسب وصفه. إلى ذلك، أفاد نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، أمس، بأن بلاده تلقت رسالة من واشنطن بعد مقتل قائد فيلق القدس، تدعوها إلى أن يكون ردها على الاغتيال «متناسباً». وقال نائب الأميرال، علي فدوي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني: «لجأ الأميركيون إلى الطرق الدبلوماسية، صباح أمس الأول»، و«قالوا إذا أردتم الانتقام، انتقموا بشكل متناسب مع ما فعلناه». وأودت ضربة صاروخية أميركية بطائرة مسيرة بحياة سليماني، وبنائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس، فجر أمس الأول. ولم يوضح فدوي، كيف تلقت إيران الرسالة الأميركية، في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، منذ أربعة عقود. لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قال في مقابلة تلفزيونية: «إن الموفد السويسري نقل رسالة من الأميركيين». وتابع: تم بعد ذلك استدعاء المسؤول في السفارة السويسرية «في المساء، وتلقى رداً خطياً حازماً على رسالة الأميركيين». ويتولى سفير سويسرا في طهران، تمثيل المصالح الأميركية في إيران، منذ قطع العلاقات الثنائية عام 1980. وفي غضون ذلك، أكد رئيس الجمهورية العراقية، برهم صالح، لنظيره الفرنسي إيمانويل، في اتصال هاتفي، أمس، «حرص العراق على أن يكون عامل استقرار وتوافق في المنطقة والعالم». وشدد صالح، على «عدم السماح بامتداد الصراع إلى أراضي العراق، أو تحوله إلى ساحة للخلافات». كما شدد على أن حماية سيادة العراق، و«استكمال النصر ضد الإرهاب»، وإعادة الإعمار تمثل الأولوية للعراق وللمجتمع الدولي. وخلال الاتصال، تبادل صالح وماكرون وجهات النظر «بشأن التطورات المتسارعة» في العراق والمنطقة، حسب بيان للرئاسة العراقية. وأعرب صالح، عن تقدير العراق للمساندة التي يقدمها الأصدقاء كطرف أساسي، يدعم ضرورات الاستقرار في المنطقة. بدوره، أكد الرئيس الفرنسي حرص بلاده على استقرار العراق وسيادته وسلامة أراضيه، مشيراً إلى أن استقرار الشرق الأوسط يتطلب العمل من أجل تجنيب العراق تداعيات الأزمات الدولية والإقليمية، حسب ما نقله بيان الرئاسة العراقية. وأضاف ماكرون، أن على الجميع العمل لمنع تحويل العراق إلى ساحة صراع بين الأطراف المتنازعة في الأزمات الدولية، ومواصلة الشركاء دعم الدولة العراقية ومؤسساتها، لحفظ الأمن والسيادة.
مشاركة :