"الصبحي" يروي ذكريات عن مدفع رمضان أيام زمان في ينبع

  • 6/8/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

روى رئيس لجنة أصدقاء التراث بينبع عواد محمود الصبحي لـ"سبق" ذكريات مدفع رمضان أيام زمان في ينبع ويعد مدفع رمضان من المظاهر الرمضانية والذكريات التي لا يمكن أن ينساها ذلك الجيل الذي عايش تلك الفترة من الزمن الجميل وهو صديق الصائمين لأنه كان الوسيلة الوحيدة للإبلاغ بدخول شهر رمضان والإعلان عن مواعيد الإفطار والسحور. وقال الصبحي: "للمدفع في شهر رمضان صحبة مؤنسة وعادة مفرحة وأصوات مبهجة بدايتها عندما يُخرجون المدفع من مخزنه ليتم تجهيزه في المكان المخصص عند ساحة "الباب الكبير" في ينبع حيث يبدأ هذا المدفع عمله منذ اللحظة التي يتم فيها ثبوت دخول هلال رمضان في أول ليلة بعد ذلك ينتظم المدفع كل ليلة يطلق أربع طلقات أولها عند الإفطار فكل أهل البلدة يعتمدون على صوت المدفع لبدء إفطارهم لأن الأذان في المساجد لا يسمعه إلا قليل من الناس القريبين من المسجد حيث لا توجد مكبرات للصوت في تلك الأيام بل إن المؤذنين لا يرفعون الأذان في المساجد إلا بعد سماعهم صوت المدفع". وأضاف: "عند منتصف الليل يطلق المدفع طلقته الثانية نحو الساعة الثانية ليلاً وهي الطلقة التي تنبه النساء في بيوتهم لإعداد السحور وتجهيزه والطلقة الثالثة تحذير باقتراب خروج وقت السحور أما الطلقة الرابعة والأخيرة فهي للإمساك أو التتميم وتكون قبل دخول الفجر بدقائق معدودة وهاتان الطلقتان الأخيرتان يسمونهما "مدافع الشـّكلة" وما زلت حتى الآن لا أعرف سببًا لهذه التسمية، وللأسف الشديد فإننا بفقد مدفع رمضان قد انسلخ جزء مهم من عواطفنا وذكرياتنا مع رمضان التي لم ينشأ عليها جيل اليوم وما زلنا نتذكر موقع المدفع والأفراد المسؤولين عنه عندما يجهزون الذخيرة وهي عبارة عن ملح البارود ولفائف من الخيش تتطاير في الهواء بعد الإطلاق ويجري خلفها الصبيان وهم يتصايحون مبتهجين بهذه اللحظات الجميلة وأذكر أنه عندما أوقفوا مدفع رمضان عن العمل لأول مرة في ينبع وكان ذلك قبل أكثر من أربعين عامًا تقريبًا لم يستسغ الناس هذه الحالة وعبروا عن استيائهم وغضبهم وشعر الجميع بأن رمضان ينقصه شيء مهم وأنهم لم يصدقوا أن يأتيهم رمضان من دون مدفع إفطار فبدأت الطلبات تتوالى لوزارة الداخلية ولجهات أخرى". وزاد: "جاء من يحثني على رفع طلب أو كتابة برقية عن هذا الوضع فكتبتُ البرقية وبعثناها بعشرة ريالات لكنني شخصيًا كانت لديّ قناعة بأن المدفع لن يعود فقد كبرت البلدة وزادت الأحياء واتسع العمران وبعد مدة لن يكون المدفع ذا جدوى لتنبيه الصائمين بموعد الإفطار أو غيره وعندما صرّحتُ بهذا الرأي قال أحد الحاضرين والمهتمين طيّب ماذا نعمل إذا لم يعد مدفع رمضان للعمل ؟؟ فجئته في اليوم التالي بهذه الأبيات من باب الدُعابة : ما كنتُ أحسبُ أن شهر صيامنا/ يأتي بدون مدافع الإفطار فإذا بدت شمس المغيب بقرصها/ وتهيأت فعليك بالإبصار واصعد لها فوق السطوح إذا اختفت/ وإذا غـُلبتَ عليك بالمنظار أو أنْ تكـونَ إلى المؤذن منصتـا/ فتقول هذا مدفعي وشعاري وبهذا أصبح مدفع رمضان في ينبع وفي كل مدن المملكة جزءًا من التاريخ ومن الذكريات الجميلة التي نسترجعها كلما حل علينا شهر رمضان المبارك.

مشاركة :