اتهم ناشطون إيرانيون عبر مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، أجهزة استخبارات النظام الإيراني و الحرس الثوري ، بالوقوف وراء تدبير هجمات طهران التي طالت مبنى مجلس الشورى (البرلمان) وقبر الخميني ، مرشد النظام الأول، والتي أسفرت عن 12 قتيلا و42 جريحا، مشككين بتنفيذ تنظيم داعش للهجمات، بالرغم من تبني التنظيم مسؤولية الهجمات حتى قبل أن تنتهي عملية القضاء على المهاجمين في البرلمان. وأهم ما لفت انتباه مستخدمي شبكات التواصل، هو أن أحد أعضاء المجموعة المهاجمة كان يطلق النار على المارة من شباك أحد الطوابق لكن لم يصبه أحد من قوى الأمن أو القناصة التابعين للوحدات الخاصة من الحرس الثوري، الذين قالت وسائل إعلام إيرانية بأنهم انتشروا بسرعة في المكان فور وقوع الاقتحام. كما استغرب الكثير من الناشطين والمحللين توقيت الهجوم وقالوا إن النظام الإيراني الذي يدعي محاربة داعش منذ سنوات، لم يستهدف في الحقيقة قوات داعش بل كان يقاتل منذ عام 2012 ولحد الآن ضد فصائل المعارضة السورية وحتى قمع ثورة الشعب السوري السلمية. كما استشهدوا بأن التنظيم الإرهابي لم يقم بأي عملية في إيران بينما نفذ في كل أنحاء العالم عمليات تفجير وقتل ودهس وذبح وغيرها، واستبعدوا فتح داعش جبهة جديدة ضد النظام الإيراني في الوقت الذي يتلقى فيه الهزائم المتلاحقة في العراق وسوريا. وغرد الناشط أحمد باطبي عبر حسابه على موقع "تويتر"، قائلا إن هذا الهجوم هدية للحرس الثوري لكي يبرر استمرار بقاءه في سوريا لدعم نظام الأسد". تناقض الصور والبيانات من جهة أخرى، أظهرت صور نشرتها وكالات رسمية كـ " تسنيم" و"فارس" و"مهر" وغيرها، تناقضا بين أماكن إصابات أحد المهاجمين المقتولين في جسمه ووضعية تمدده على الأرض، كما يظهر بإحدى الصور بأنه ينتعل حذاء رياضيا لكن في الصورة الأخرى يظهر نفس الحذاء ملقيا بجانبه. كما أظهرت البيانات الرسمية تناقضا في أعداد المهاجمين، فبينما صرح نائب رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري اللواء محمد حسين نجات، أن 3 مهاجمين اقتحموا مبنى البرلمان، أكد بيان وزارة الداخلية أن مجموعة مكونة من 4 أشخاص نفذت الهجوم. هذا بينما أشار بيان منسوب لتنظيم داعش أن 5 مهاجمين نفذوا عملية اقتحام البرلمان الايراني. تورط النظام من جهته، نشر موقع "آمد نيوز" التابع للحركة الخضراء المعارضة، على قناته عبر تطبيق "تلغرام" الأوسع انتشارا في إيران، وجهات نظر بعض الناشطين الذين رأى العديد منهم بأن النظام نفسه متورط في الهجوم وأن الهدف من وراءه هو فرض الأجواء الأمنية والبوليسية في البلد بالتزامن مع رفع التوتر مع دول المنطقة ودعم الاضطرابات في الدول المجاورة. كما رأى البعض بأن ما حدث يشبه التفجيرات التي وقعت في ضريح الإمام الرضا في مشهد (شمال غرب ايران) في بداية التسعينات، والتي اتهم النظام بها منظمة "مجاهدي خلق" لكن تبين فيما بعد أن خلية في وزارة الاستخبارات الإيرانية وراءها وفق اعترافات بثت عن سعيد إمامي المعاون السابق لوزارة الاستخبارات الإيرانية الذي كان العقل المدبر لتلك التفجيرات. وكتب أحد الناشطين باسم مازيار اردبيلي، أن " الهجوم أشبه باستعراض معد له سلفا وأن غالبية الشعب الإيراني أصبحوا واعين ومدركين بأن هذه الحداث لا تخدم سوى القوى العسكرية والأمنية المقربة من المرشد الأعلى". ونشر حساب "آمد نيوز" مقتطفات من مجلة تابعة لبيت المرشد الإيراني الأول الخميني جاء فيها تشجيع قادة النظام الإيراني على العمليات الانتحارية وقالوا بأن منطق نظام ولاية الفقيه لا يختلف بشيء عن منطق داعش". قيادات القاعدة التي تأويهم طهران وهناك من أشار إلى قيادات القاعدة لتي تأويهم طهران منذ سقوط نظام طالبان في أفغانستان عام 2001 وفسر اتهامه تدبير النظام لهجمات طهران بمحاولته من أجل للظهور كضحية للإرهاب في ظل تصاعد الاتهامات الدولية ضد إيران بدعم القاعدة والتنظيمات والجماعات المتطرفة حول العالم. وكانت المحاكم الأميركية غرمت إيران بحوالي 10 مليارات دولار لضحايا هجمات 11 سبتمبر لتورطها بتسهيل مرور المهاجمين عبر أراضيها وغرامات أخرى للضحايا الأميركيين الذين سقطوا في لبنان والسعودية بهجمات نفذتها ميليشيات وجماعات مرتبطة بإيران. ملاحظات الناشطين كما نشر حساب "تلغرام" تلفزيون " دُرّ تي في DorrTV " التابع للمعارضة عبر الانترنت، آراء بعض الناشطين الذي أشاروا نقاط وملاحظات مهمة خلال رصدهم لتغطية هجمات طهران. وهناك من قال بأن داعش دائما ينفذ هجمات بأماكن مكتظة بالسكان وفي إيران كان بإمكانه أن ينفذ العملية في احتفال ذكرى وفاة الخميني الذي أقيم قبل يومين، حيث احتشد عشرات الآلاف وأغلبهم من ميليشيات الباسيج والحرس الثوري وجمع غفير من الموالين للنظام، لكنه أختار يوم الأربعاء ولم يكن هناك الكثير من المواطنين. وأشار ناشطون إلى الإجراءات الأمنية المشددة في البرلمان أمام المواطنين وبوابات التفتيش العديدة التي يجب أن يخضعوا فيها للتفتيش كل مرة، وكيفية دخول المسلحين بسهولة. وهناك من أشار إلى أن المسلحين قاموا بسهولة بإطلاق النار على الناس في الشارع وأصابوا عددا منهم بينما لم يتم استهدافهم من قبل القناصة والقوى الأمنية والشرطة والحرس الثوري المنتتشرين بكافة زوايا المكان. كما انتقد ناشطون صور سيلفي التقطها نواب من داخل قاعة البرلمان وهم يضحكون بينما كانت الاشتباكات تجري بين المهاجمين وقوات الحرس الثور داخل مكاتبهم في الطوابق الأخرى. حبوب السيانور وبينما أشارت وسائل إعلام إيرانية وتصريحات بعض المسؤولين حول انتحار بعض المهاجمين بتناول حبوب السيانور السامة، قال ناشطون إن تناول حبوب السيانور القاتلة ليست من أساليب أعضاء تنظيم " داعش" بل كانت طريقة معروفة منذ عهد الشاه لدى التنظيمات اليسارية ومنظمة مجاهدي خلق عندما كانوا يقعون في الأسر فيتناولون الحبة التي كانوا يحتفظون بهم دوما في قبة قمصانهم لكي لا يعترفون تحت التعذيب ضد تنظيماتهم. لهجة المهاجمين كما علق ناشطون على الشريط الذي زعم أن داعش بثته عبر وكالته "أعماق"، وقالوا بأن لهجة المهاجمين الذين كانوا يهتفون بالعربية تظهر بأنهم ليسوا عربا بل أنهم كانوا يتحدثون العربية بصعوبة كما أن أحدهم استخدم عبارة انجليزية قائلا " hold on" وتعني " انتظروا" ما يثبت أن هناك أجانب بين المسلحين. ورأى البعض أن هذه مسرحية مفبركة من تدبير استخبارات الحرس الثوري لتبرير تدخلات إيران في العراق وسوريا ودول المنطقة لتقول بأنها ضحية الإرهاب وإن تواجدها العسكري في هذه الدول يأتي في إطار مكافحة الإرهاب، خاصة مع قرب انهيار تنظيم " داعش" الإرهابي في العراق وسوريا. كما عبر الكثير الناشطين عن غضبهم لوصف المرشد الأعلى في أول تعليق له على الهجمات بأنها " مجرد مفرقعات"، بينما أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.
مشاركة :