يو إس توداي: قطر عميل مزدوج في الحرب على الإرهاب

  • 6/8/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن: «الخليج»وصف تقرير نشرته مجلة «يو إس توداي» دولة قطر بالعميل المزدوج في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ودول المنطقة على الإرهاب، في إشارة إلى اضطراب سياستها وتعدد مواقفها المتناقضة حيال القضايا الرئيسية التي تواجهها دول المنطقة وتسعى لحلها.وجاء في التقرير أنه بعد مرور أسابيع قليلة على زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية والاتفاق على إنشاء حلف خليجي وعربي وإسلامي لمحاربة الإرهاب، والحد من تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة، دقت قطر أول إسفين في هذا التحالف من خلال الإعلان عن أن إيران دولة قوية لا يمكن تجاهلها، ومن خلال الإعلان عن استمرار دعمها للمنظمات المصنفة إرهابية.ولكن مثل هذا الدعم يقول التقرير إنه ليس جديداً. فقد لعبت قطر دوراً مزدوجاً في الحرب العالمية على الإرهاب منذ زمن بعيد. فقطر تمثل القاعدة اللوجستية الرئيسية لعمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب في أفغانستان الذي أنشئ بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول لقتال القاعدة. ثم كانت لها اليد الطولى في الحرب ضد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وحالياً في الحملة ضد داعش في سوريا والعراق. وفي نفس الوقت برزت قطر كداعم قوي للحركات الراديكالية التي تتضمن جماعة الإخوان المسلمين وحماس وطالبان وجبهة النصرة والتي حصلت جميعها على دعم من قطر.وتحتفظ قطر أيضاً، خلافاً لدول مجلس التعاون، بعلاقات خاصة مع إيران، سواء على الصعيد السياسي أو التجاري، إلا أن التطورات الأخيرة التي تمثلت في قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر تسببت بها تعليقات أمير قطر تميم بن حمد التي حث فيها على تطوير العلاقات مع طهران، والتي صارت موضع أخذ ورد بعد الادعاء بأن وكالة الأنباء القطرية تعرضت للاختراق. ويبدو أن قطر ستواجه أياماً صعبة في مواجهة سلوكها المستهجن.وهناك مؤشرات على أن معاقبة الدوحة قد بدأت فعلاً. وتتخذ قطر حالياً موقفاً دفاعياً، حيث ظهرت مؤشرات على تغيير موقفها التاريخي من حركة حماس، حيث أبعدت عدداً من قيادات الحركة في الأيام الماضية. وقد يتلو ذلك المزيد من الخطوات في إطار سعي حكام قطر لرأب الصدع وإصلاح العلاقات مع الجوار.لكن ماذا يعني ذلك كله لواشنطن؟ لأول وهلة يبدو الخلاف العربي القطري عقبة في إنشاء التحالف الذي تسعى إدارة ترامب لتشكيله في مواجهة داعش. لكن الضغوط التي تتعرض لها قطر حالياً قد تكون نعمة لا نقمة. فقوة التحالفات تقاس بقوة الحلقة الأضعف فيها. والقوة التي يتم تجميعها على صعيد المنطقة لمحاربة قوى تحصل على مساعدات من قطر ربما تكون قوة كسيحة.ومن الطبيعي أن يسعى المسؤولون في الإدارة الأمريكية لرأب الصدع في العلاقات الخليجية لوضع سياسة الإدارة الخاصة بالشرق الأوسط على مسارها. لكن البيت الأبيض قد لا يكون مشتاقاً جداً لحل الأزمة الراهنة في نهاية المطاف إذا كانت الضغوط التي تمارسها السعودية وشركاؤها سوف تسفر عن إرغام الدوحة على اتخاذ موقف ثابت وبنّاء في الحرب التي تشنها دول المنطقة على الإرهاب.وفي هذه الحالة سوف تتحول قطر إلى دولة أكثر اتكالاً على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. كما أن عزل قطر قد يساعد في الحد من تهديد عدم الاستقرار الذي تفرضه الجماعات الإرهابية التي تمدها الدوحة بالمال والتي تعرف جارات قطر من الدول الخليجية أعدادها بدقة.

مشاركة :