منذ ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ حتى اليوم والعرب من خسارة إلى خسارة، خسرنا فلسطين كاملة بسبب حصر جمال عبدالناصر قضية فلسطين الإسلامية بالعرب، وخسرنا دعم مليار مسلم مع جهود دولهم، والسبب الثاني أن سياسة العرب الخارجية تعتمد على السياسة الصفرية، وهي إما أن تحصل على ما تريد كله أو تخسره كله، وطبعاً النتيجة من خسارة لخسارة، والسياسة الخارجية هي "فن الممكن"، أي اكسب وطالب، أو انتظر إلى أن تكون لديك القدرات والأدوات بالحصول على أهدافك كاملة، وهذا من هدي ديننا الحنيف، وذكر ذلك في القرآن الكريم، قال تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"، ومن السنّة صلح الحديبية. لذلك فرح العرب عامة والخليجيون خاصة بإقامة منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي استمرت كل هذه السنوات الطويلة، ونتائجها دون الطموح للمواطن الخليجي، إلا أن لها إنجازات كثيرة لا ينكرها إلا حاقد أو جاحد، لذلك حان الوقت لتطويرها لتصبح اتحادا كوفندراليا، على الأقل في السياسة الخارجية والاقتصاد والإعلام والدفاع، والباقي كل دولة لها خصوصيتها من دستور وقوانين حكوماتها تديرها كما تشاء قيادتها وشعوبها، فنحن نعيش في القرن 21 المضطرب عالمياً والأحداث اليومية شاهدة على كلامي. المملكة العربية هي الشقيقة الكبرى لبقية شقيقاتها الخمس، فلتبنِ دول الخليج 4 مفاعلات لتوليد الطاقة الكهربائية تغذي دولها الست واليمن والأردن، ومتى توحدنا اقتصادياً نستطيع جلب المصانع لدولنا، وكل دول العالم تلهث للتعاون معنا، ودعمنا للدول الشقيقة والصديقة يجب أن يكون بتنفيذ مشاريع، لتستفيد الدولة والشعب، لأنه للأسف أحد رؤساء الدول اشترى طائرات خاصة من مساعدات خليجية، لذلك دعم الشعوب والدول أفضل ويدوم، أما الرؤساء والحكومات فيتغيرون. الخطر قادم ودولنا مستهدفة، وأسوق لكم مثالا: عام ١٩٩٢م سافر وفد برلماني كويتي إلى طهران برئاسة أحمد السعدون، وكان معهم مستشار لجنة الشؤون الخارجية الدكتور عبدالله فهد النفيسي، حيث جلسوا على سفرة الأكل تكريما للوفد، فجلس وبجانبه حسن روحاني الذي قال حرفياً: "كلكم على الضفة الأخرى من الخليج ستعودون للوطن الأم إيران". إيران نفسها طويل، وتدخلت كثيراً في دول الخليج، لذلك الاتحاد الكونفدرالي ليس مطلباً بل ضرورة واجبة علينا العمل جميعاً لتنفيذها، فلا عذر لمتردد، والشأن الداخلي تديره كل حكومة باستقلالية، ولدينا مشكلة اليمن وسورية وليبيا يجب أن تديرها الكتلة الخليجية بسياسة واحدة، فالاتحاد يلغي أي تضارب في السياسة الخارجية، شاهدوا الاتحاد الأوروبي الذي يجمع دولاً مختلفة في الديانات والقوميات واللغة، ونحن كخليجيين أقارب لبعضنا وديننا الإسلام والحمد لله، فهل يتحقق الأمل لدول وشعوب الخليج؟ اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم احفظ الخليج وأراضيه وقادته وشعوبه من كل سوء.
مشاركة :