بدأت في السنوات القليلة الماضية حملات لا مثيل لها لحضّ الناس على استهلاك الأطعمة العضوية، لأنها الأفضل للصحة مقارنة بنظيرتها غير العضوية التي يتم استعمال المبيدات الحشرية لإنتاجها التي تحــتوي على مشتقات كيماوية يمكن أن تسبب السرطان. وفي الواقع ليس صحيحاً أن أنصار الزراعة العضوية لا يستخدمون المبيدات، بل هم يستعملونها لكنهم يقولون عنها أن أصلها طبيعي، أي من أصل عضوي، هذا كل ما في الأمر. لكن المبيدات العضوية ليست بريئة هي الأخرى، فبعضها يستطيع أن يلحق أشد الضرر بالإنسان لاحتوائه على محلول سلفات النحاس الذي يظل في التربة إلى ماء شاء الله، ومن المعروف أن هذا المحلول سام للتربة والإنسان ويثير أمراضاً في الكبد. ويدّعي مروجو الزراعة العضوية أن أطعمتهم أكثر فائدة من الناحية الغذائية وأنها أكثر صحية أيضاً، لكن باحثين من جامعة ستانفورد الأميركية خلصوا، بعد مراجعة حوالى 200 دراسة تناولت المحتوي الصحي للأغذية العضوية وغير العضوية، إلى نتيجة مفادها عدم وجود فارق ملحوظ بشكل عام في محتوى العناصر الغذائية بين الأغذية العضوية والأغذية التقليدية، على رغم احتواء الأغذية العضوية على نسبة أقل من المبيدات. وفي الإطار ذاته، يقول خبراء من مجموعة «شتفيتونغ فارينتسيست» التي تدافع عن حقوق المستهلكين أنه، وبعد اختبار دام سنوات وطاول أطعمة للأطفال وعصائر مختلفة وغيرها، تبين أن الفروقات الصحية بين المنتجات الغذائية العضوية والتقليدية ضئيلة للغاية ولا تكاد تذكر، وأن الأطعمة العضوية ليست بالضرورة أفضل من المنتجات الغذائية العادية. تبقى الإشارة هنا إلى أن اختيار الأطعمة العضوية أصبح اليوم مظهراً من مظاهر الرفاهية لأن أسعارها أغلى من ثلاث إلى أربع مرات من الأغذية غير العضوية.
مشاركة :