تكشف عن أزمة قطر الحالية مدى حاجتنا لمراجعة أوضاع المؤسسات الإعلامية -المؤسسات الصحفية - التي تعمل مع الدولة لأكثر من نصف قرن وبعضها جاوز (70) سنة، كان ومازال لها إسهامات في الوعي المجتمعي، والتثقيف، والمعرفة، وخدمة التنمية، والدفاع عن مصالح وممتلكات الدولة، والوقوف إلى جانب المصالح العامة لأمن الوطن، وأدت المؤسسات الصحفية أدواراً عديدة خلال مسيرتها منها: تحولت المؤسسات الصحفية إلى بيت خبرة في تعليم وتدريب طواقم عديدة وأجيال متعاقبة على العمل الإعلامي الصحفي، يحمل بعضهم المؤهل الأكاديمي في الإعلام والبعض تخصصات أكاديمية أخرى، وخلال التجربة والعمل داخل هذه الدوائر الإعلامية تحولوا إلى الإعلام التطبيقي، مارس المهنة داخل بيئتها. طورت أداء وكفاءة العمل الفني والهندسي والتقني والحس والمهارة لدى العاملين في حقل الصحافة. التدريب والتأهيل في الريادة والقيادة الإعلامية في مجال الإدارة الصحفية، وإدارة المؤسسات الإعلامية والاستثمار الإعلامي. قدمت وأفرزت ريادات وقيادات في مجال العلاقات العامة والتسويق والعمل الإبداعي في التصميم والجرافيك. هذه الخبرات الصحفية التي امتدت أكثر من نصف قرن مكنت العديد من الزملاء من العمل خارج إطار المؤسسات الصحفية في الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء والصحف الإلكترونية والمشاركات في الإنترنت ومؤسسات الدعاية والإعلان. ولكون هذه المؤسسات تعمل على تنويع مشروعاتها الإعلامية إلى جانب المطبوعات الورقية والمجلات والنشر المتخصص تقدم مسارات في الإعلام الجديد من نشرات إلكترونية، والتويتر، والسنابشات، والجرافيك، والفيديو، وقنوات يوتيوب، وكل ما يتعلق في الإعلام الجديد والتواصل الاجتماعي، وهذا يتطلب مصرفا ماليا إضافيا بميزانيات جديدة لذا لابد من أجهزة الدولة المعنية أن تسارع في دعم هذا القطاع بالأموال كمنح مالية مباشرة والاشتراكات في منتجها الإعلامي، والتسهيلات المالية من البنوك كقروض منخفضة الفائدة، واللوائح والأنظمة التي تساعدها على دعم وتحسين الدخل، فالعالم جعل من الإعلام الشريك القوي، وعملت الدول على تقوية هذا القطاع بكل شبكاته ووسائله.
مشاركة :