اجتماع وزير الإعلام د. عواد العواد في أول يوم عمل له بالوزارة مع رؤساء التحرير وفِي مقر هيئة الصحفيين هي (مصالحة)، وأكثر من معنى: رسمي وإداري. يتعلق بوزارة الثقافة والإعلام، لأنها كانت شبه قطيعة غير مبررة من بدأت منذ عام 2010م لأسباب عدة أبرزها رياح الربيع العربي التي قلبت الأنظمة السياسية والبناء الاجتماعي في بلدان الربيع وأثرت على البناء الثقافي وعلى جوار دول الربيع والوطن العربي بالإيجابي والسلبي، ثم التطور التقني السريع والقوي في تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، وولادة: إعلام المواطن، وصحافة الجوال، وتلفزيون الجوال، وقنوات الأفراد والشخصية. لكن الوزير الذي عمل في الوظائف العامة مثل د. العواد يدرك جيداً لحقائق تكون غائبة عن بعض المسؤولين ممن لم يدخلوا في الوظائف العامة. الصحف الورقية هي بالواقع مؤسسات إعلامية تقدم خدمة وسلعة إعلامية من ضمنها الصحيفة الورقية، فقد كانت هي الأساس ثم جاءت وسائل إعلامية تقاسمها الاستثمار والانتشار فتغلبت عليها في الانتشار السريع والتحديث العاجل لكنها لم تعوض الأرباح والرأسمال القوي الذي كانت توفره الصحافة، إنما بقيت ضمن المؤسسة الصحفية الأم التي تشمل النشر الورقي والإلكترونية والفيديو ونشر المطبوعات والتصميم والإعلانات بكل أنواعها وأشكالها، والأهم بيع الخدمة الإعلامية وتعدد وسائل النشر. الصحافة الورقية ومعها المؤسسات الإعلامية تعرضت بعد ربيع العرب وفِي العالم إلى هزة عنيفة، عند العرب بسبب الربيع وعند العالم أرتبطت بالتطور التقني والعوامل الاقتصادية التي جعلت الشركات الكبرى تغير سياساتها الإعلانية التي كانت تتغذى عليها المؤسسات الصحفية، وتوقف حملاتها الإعلانية أدى ذلك إلى نقص الإيرادات وضعف الدخل المالي في الوقت الذي تقدم فيه الصحافة الإلكترونية الإعلام المجاني غير المدفوع. عودة وزارة الثقافة وتحديداً الوزير عوّاد العواد يهدف إلى الاستفادة وأيضاً استثمار (14) مؤسسة إعلامية قائمة يضاف لها وكالة الأنباء وهيئة الصحفيين تملك رأسمال وميزانيات ضخمة وممتلكات واستثمارات، وتملك ما هو أكثر من الميزانيات المالية تملك الموارد البشرية الكوادر الإعلامية المدربة والممارسة، وتجمع كبير من كتاب الرأي، هذا الفريق يملك الخبرات الطويلة في العمل المهني: الفني والإداري والإعلامي والهندسي. فالتفريط بهذه المؤسسات واستثماراتها في كل وسائل الإعلام النمطي والجديد -التفريط- خطأ وخسارة لبناء ثقافي واستثماري تم بنائه لأكثر من نصف قرن من البناء المتكامل مابين الدولة ومؤسسات الإعلام.
مشاركة :