وسطنا الرياضي في معركة القيم الكبرى

  • 6/11/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

التفاعل السريع والناضج الذي أبداه كل فئات ومكونات المجتمع السعودي إزاء القرار الذي صدر عن الحكومة بقطع العلاقات مع قطر كان لافتاً للانتباه وداعياً على الفخر؛ إذ أعطى صورة واضحة بأنه مجتمع حيوي وناهض، وفوق هذا وذاك فقد قدم دليلاً قطعياً بأنه مجتمع يمثل خط الدفاع الأول عند أي هجمة تهدد وطنه. وسطنا الرياضي بحد ذاته كان محوراً من محاور التعاطي مع الحدث، حيث تتشابك خطوط العلاقة فيه مع الأزمة وفي غير اتجاه، ولذلك كانت الأنظار مسلطة عليه، لكنه أثبت أنه وسط واعٍ بمسؤوليته الوطنية، ودوره الإعلامي، فكان تفاعله مهيجاً للوجدان ومستثيراً للمشاعر. الإعلاميون السعوديون العائدون من قطر كمثال، كانوا من النضج الواضح، والوعي العميق، والمسؤولية الكاملة بحيث سارعوا إلى تسجيل موقفهم الوطني بالاستقالات من المؤسسات الإعلامية القطرية من دون تراخٍ أو تلكؤ، بل أتبعوا موقفهم بشكر الشعب القطري وزملائهم في المؤسسات الإعلامية التي عملوا به مثبتين بذلك أنهم كانوا خير سفراء لبلدهم الذي تربوا فيه على القيم والمبادئ. نجوم الكرة السعودية يتقدمهم ماجد عبدالله، ويوسف الثنيان، وفهد الهريفي، ومحمد الدعيع، وغيرهم كانوا نجوماً كذلك بالتعبير عن موقفهم الوطني ودورهم حيال الأزمة كواجب عليهم، تفرضه وطنيتهم الحقة، وجماهيريتهم الطاغية، حينما تداعوا للاصطفاف خلف قيادتهم، معبرين عن رفضهم لكل أشكال الإضرار بأمن ومصالح الوطن، في صورة لافتة من صور التلاحم الرياضي. الموقف تكامل ليكون في أروع صورة يمكن أن يكون عليها بموقف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عوّاد العواد الذي بادر للتأكيد علانية بأن أبواب القنوات السعودية مفتوحة للإعلاميين العائدين من قطر بمختلف وظائفهم وفئاتهم في تأكيد واضح بأن وطن مثل المملكة العربية السعودية لا ينسى أبناءه. كل تلك المواقف تؤكد بجلاء على أن مجتمعنا الرياضي مهما اختلف في توجهاته وميوله ومواقفه تجاه قضايانا الداخلية إلا أنه في القضايا الكبرى لا سبيل له إلا بالتوحد لإسناد الوطن، والاصطفاف خلف قيادته، وأن المراهنين على إحداث هوة في جدرانه للنفاذ منها واهمين، وقد أثبتت التجربة لهم أن مجتمعنا الرياضي عصي على الاختراق حينما تكون القضية قضية وطن.

مشاركة :