مواقف مشرفة للعالم الحر الديمقراطي مع قطر

  • 6/11/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم – رئيس التحرير: صالح بن عفصان العفصان الكواري لا يزال مسلسل الشر والتصعيد مستمراً ضد شعب قطر، ولا يزال منفذوه والمحرضون عليه ماضين في غيهم وغيبوبتهم بإصرارهم على حصار قطر وحبك الاتهامات وتزييف الوقائع للإساءة إليها وتشويه صورتها من دون مبررات وأدلة ثابتة وحجج واضحة، وكان آخرها فرية إصدار تحالف الشؤم قائمة تضم من أسماهم بإرهابيين، أفراداً ومنظمات، زعم أنهم محسوبون على قطر. لن أعقب على صدور تلك القائمة، فقد كفانا سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية ذلك برده الشافي والوافي عليها في المؤتمر الصحفي مع نظيره الألماني. لكن ما أحاول التطرق إليه في هذا المقال هو المواقف المشرفة والمؤيدة لقطر التي اتخذتها دول ووزراء ومنظمات مرموقة كثر في الأزمة الحالية التي افتعلتها كل من السعودية والإمارات والبحرين مع دولة قطر حفظها الله. دول بحجم جمهورية ألمانيا الاتحادية والجمهورية التركية والعديد من الدول الأوروبية والآسيوية والإفريقية واللاتينية، علاوة على وزراء مثل وزير الخارجية الأمريكي ووزير الخارجية الروسي ومنظمة العفو الدولية، رفضوا جميعهم كل هذا العبث الذي يقوم به تحالف اللؤم والشؤم ضد شعب قطر الأبي والوفي، بحصاره، ومحاولة خنقه بلا سبب ، في محاولة منهم لتهديد أمن المنطقة وزيادة حدة التوترات التي تعصف بها والاصطياد في الماء العكر. فقد رفضت جمهورية ألمانيا بشدة حصار قطر وأكدت أن الدوحة شريك استراتيجي في مكافحة الإرهاب، وشدد الرئيس التركي على أن بلاده لن ترضى إلا برفع كامل للحصار عن قطر. وأمس دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال استقباله وزير الخارجية البحريني إلى إيجاد حل للأزمة الخليجية قبل نهاية شهر رمضان المبارك. وأكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البحريني أن أردوغان أعرب عن حزنه العميق إزاء الأزمة الخليجية وأن أردوغان شدد على ضرورة إيجاد حل لتلك الأزمة قبل نهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر»، لافتاً إلى أن بلاده «ستواصل جهودها البناءة لنزع فتيل الخلافات بين الأشقاء الخليجيين؛ لأنها ترى أن أمن واستقرار الخليج من أمنها واستقرارها، وأن التهديدات التي تستهدف الخليج تستهدفها». وأوضح داوود أوغلو أن تركيا ليست مجبورة على الاختيار بين قطر والسعودية في ظل الأزمة الراهنة، لكن أي شيء يحدث ضد قطر لا يمكنها قبوله إطلاقاً، مضيفاً: «قطر وثقت بتركيا ولم تتركها لوحدها إطلاقاً ونحن وثقنا بقطر ولا يمكنا أن نتركها لوحدها». وأبدت جمهورية روسيا الاتحادية انزعاجها من لغة التصعيد، ضد قطر وطالبت بحل الأزمة عبر الوسائل الدبلوماسية، فيما ربطت وسائل الإعلام الروسية الأزمة بزيارة الرئيس الأمريكي الأخيرة للمنطقة. وخلال جلسة المباحثات الرسمية التي جمعت سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية ونظيره الروسي سعادة السيد سيرغي لافروف أمس في موسكو أعرب وزير الخارجية الروسي عن قلق بلاده إزاء أزمة قطع العلاقات مع قطر وأكد دعم روسيا لحل الأزمة عبر الحوار وشدد على عدم تدخل روسيا في شؤون الدول الأخرى وقال: لا يمكن أن نشعر بالارتياح إزاء الوضع الحالي وتدهور العلاقات بين الجيران. ورأى لافروف أن بلاده على قناعة بأن الإرهاب يمثل التهديد الرئيسي لبلدان الخليج وأكد على ضرورة تركيز الجهود للتصدي للإرهاب. وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الأمريكي إن حصار قطر غير مقبول، وهو ذات موقف البنتاجون «وزارة الدفاع الأمريكية» ، فيما ساند الاتحاد الأوروبي مساعي سمو أمير دولة الكويت لحل الأزمة، حيث دعت مسؤولة سياسته الخارجية، فيديريكا موغيريني في مؤتمر صحفي مع سعادة وزير الخارجية، الأطراف المعنية بهذه الأزمة إلى إنهاء التصعيد واعتماد الحوار سبيلاً لحلها. وقالت موغيريني، إنها تدعم المبادرة الكويتية لحل الأزمة. وعلى ذات الصعيد، أدانت منظمة العفو الدولية إجراءات الحصار والمقاطعة التي اتخذتها السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر، ووصفتها بالتعسفية ويتعين رفعها فوراً، ونبهت المنظمة إلى أن هذه الدول الثلاث تعبث بحياة آلاف الناس في منطقة الخليج لمجرد خلاف دبلوماسي، توجب معالجته بوسائل تحترم حقوق الإنسان، بعيداً عن إجراءات تمزيق الأسر وتكميم الأفواه وقمع حرية التعبير. إنها بالفعل مواقف تدعو للفخر، مواقف تقوم على المبادئ، قبل المصالح، موقف من دول صديقة وشقيقة لها وزنها وثقلها العالمي، ما يؤكد أن قطر على حق وأنها ليست لوحدها في هذه الأزمة المفتعلة، التي أشعلتها دول شقيقة، دون أسباب واضحة ّواتهامات ملموسة يمكن مناقشتها ومعالجتها في البيت الخليجي أو بمساعدة الأشقاء والأصدقاء. هذا غيض من فيض من مواقف العالم الحر والديمقراطي والمنظمات الحقوقية والقانونية الدولية الرافضين بشدة لقرارات الحصار الجائرة والمرفوضة إنسانياً وأخلاقياً، لأنها قرارات مبنية على اتهامات وتلفيقات لا وجود لها إلا في مخيلة من أثاروها بدواعي الغيرة والحسد وتعظيم الذات غير آبهين بأواصر الدين والقربى وصلة الأرحام والجوار والمصير الواحد المشترك. وأنا إذ أسترجع هذه المواقف النبيلة مع قطر، أشفق كثيراً على معاوني ومستشاري الرئيس الأمريكى، الذين يجدون أنفسهم بعد كل كلمة أوخطاب يدلي به في موقف حرج لا يحسدون عليه، دائماً هم يجتهدون لإيجاد مبررات لتصريحات رئيسهم المتضاربة، أو نفيها أو تصويبها أو القول بأنها لا تعكس وجهة النظر الرسمية، وهكذا مستمر مسلسل « ترامب وتذبذب المواقف «. بالأمس القريب وعلى رؤوس الأشهاد أكد ترامب في الرياض أن قطر شريك أساسي في محاربة الإرهاب، وأمس يدعو قطر لوقف تمويل الإرهاب !!. وعندما دخل ترامب البيت الأبيض وتسلم السلطة أطلق العديد من التصريحات وأصدر جملة قرارات حول قضايا داخلية وخارجية لا تزال حتى الآن تثير الجدل، وعندها كتبت مقالاً بعنوان « ترامب « طالبت فيه بإعطائه الفرصة كونه مستجداً على السياسة، كما نصحته شخصياً وبقدر ما طالبت بعدم التسرع في الحكم عليه، أن يتأنى ويتريث في اتخاذ قراراته وإطلاق تصريحاته أياً كانت وجهتها، حتى لا يندم عليها بعدما تظهر عيوبها ونواقصها، لكن للأسف استمر الحال من دون جدوى !!. نؤكد مجدداً أنه لم يعرف عن قطر قيامها بأي أنشطة إرهابية، قطر لا تأوي الإرهاب ولا تموله، وليست كغيرها من الدول حاضنة ومفرخة له، وبالتالي فهي شريك أصيل للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب أياً كان مصدره ومهما كانت صوره وأشكاله. وإذا كانت الاتهامات تطلق جزافاً ودون حيثيات من أناس غير مؤهلين ، يبيعون الوهم والكذب ويمارسون إرهاب الدولة، فإننا نتساءل هنا عمن هو الإرهابي ؟ أليس هو من يقتل شعبه بالجملة ويمزق بلاده عبر انقلاب دموي، أليس الإرهابي من يقتل مواطنيه ويزج بهم في السجون والمعتقلات بمزاعم حزبية وطائفية، أليس هو من يستضيف إرهابيين لفظتهم قياداتهم لتآمرهم مع الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء جلدته، أليس الإرهابي من يحاصر شقيقه بلا سبب ومسوغ قانوني وأخلاقي وإنساني، أليس الإرهابي من يشتت شمل العائلات ويفرق بين المرء وزوجه وابنه وعشيرته ويبث خطابات الكراهية والحقد بين الناس، أليس هو من يفرخ وطنه الإرهابيين ويهدد أمن واستقرار جيرانه والمنطقة !!!. وفي كل مرة يخرج فيها علينا تحالف اللؤم بفرية جديدة، يزداد الشارع الخليجي والعربي والإسلامي والرأي العام العالمي الحر، تأييداً لمواقف قطر الواضحة، ويزيد غضبه على من يتهمونها بالباطل، ولسان الحال يقول بحرقة ليس من الإنصاف أن نلصق الاتهامات بكل من نختلف معه أو أن نحرض عليه ونحاصر شعبه، لأن ذلك ليس من شيم الرجولة والمروءة، بل إنه ظلم ومكر سيئ لا يحيق إلا بأهله. أختم فأقول، ابحثوا عن عدو لكم غير قطر، وعن ميدان لعنترياتكم غير ميدان قطر، لأن معركتكم خاسرة، ولأنكم بهذا التدني الأخلاقي تنشرون روح الحقد والكراهية وسط الأجيال الجديدة والناشئة، خلاف ما تربينا عليه نحن وأنتم من قيم الأخوة والمحبة الصادقة والوقوف إلى جانب بعضنا البعض في السراء والضراء. وما يؤسف له، أن منظمة التعاون الإسلامي جرى تسييسها لتؤيد الحصار وقرارات المقاطعة بحق قطر، وفي ذلك خرق فاضح لميثاق إنشائها. والأمر المضحك هو أن تتحول كذلك رابطة العالم الإسلامي، لتصبح رابطة علماء السعودية، وتبارك قرارات الحصار على قطر، والمفترض فيها أن تكون مظلة لعلماء الأمة، تدعو إلى الخير والتناصح بالتي هي أحسن !!. ثقتنا كبيرة في الله وفي قيادتنا الحكيمة «حفظها الله» في أن حصار شعب قطر سيتحول إلى منحة، وسيندم من افتعلوا الأزمة وأججوها لهذا الحد المؤسف إذا لم يتراجعوا عما اقترفوه ، ليقبل بعضهم على بعض يتلاومون، لأن قطر لم ترتكب جرماً ولم تسئ لأحد، شقيقاً كان أو صديقاً. ستبقى قطر العز والمجد والشموخ، دولة العدالة والمساواة والمواطنة، في خندق واحد مع العالم في المعركة ضد الإرهاب، وقوة فاعلة ومؤثرة في محيطها الخليجي والعربي والإسلامي، لن تتنازل عن سيادتها وثوابتها، رغم كيد الكائدين وحقد المتآمرين ممن لا يملكون قرارهم بيدهم، ورهنوا سيادة دولهم لغيرهم، واتبعوا مقولة «الهجوم خير وسيلة للدفاع « للتغطية على إرهابهم.         editor@raya.com

مشاركة :