تونس - احتضنت بطحاء باب سويقة بالمدينة القديمة من تونس العاصمة السبت، الحفل الفني "كافيشانطا" أي "المقهى يغني" إحياء لأجواء الاحتفالات الرمضانية القديمة. واستحضر العرض أغان قديمة لقامات فنية تونسية بطريقة عصرية، وذلك ضمن فعاليات مهرجان المدينة. واشتهرت مدينة باب سويقة بالعديد من قاعات السهرات الليلة أو ما يسمى بالكافيشانطا التي كانت تؤثث سهرات شهر رمضان من عشرينات إلى خمسينات القرن الماضي مما أضفى على الأجواء الاحتفالية رونقا خاصا. وشهد العرض إقبالا كبيرا الجمهور الذي شكل فسيفساء من شباب ومسنين. وبالتوازي مع العرض المقام في بطحاء باب سويقة، أقيمت العاب شعبية وعروض مخصصة للأطفال. وانطلق العرض بوصلة للمجموعة الشبابية الموسيقية "الفلامنكو التونسي" وتلاها عرض للكوميدي يوسف الطّياري ووصلات غنائية أخرى. وقالت منجية يحيى منظمة عرض "الكافيشانطا" "الحفل يستحضر أجواء ليالي رمضان القديمة بما تحمله من رونق جميل يؤثثه عدد من الفنانين الشباب وذلك تشجيعا لهم" . ولفتت أن "العرض تجول بالتونسيين من الموسيقى التونسية الى الفلامنكو والريغي والجاز والمونولوغ الكوميدي". وأكدت أن "إعادة إحياء الكافيشانطا من جديد يذكّر الأجيال الجديدة بالسهرات الرمضانية التي كانت تقدم في السابق لان اغلب الشباب لا يعرف هذه النوعية من الحفلات". وقال غاد زمزمي وهو فنان بالفرقة الموسيقية المصاحبة للعرض انه "قدم وصلات غنائية من موسيقى الرومبا والريغي على الطريقة التونسية". وتابع أنه "اعد وصلة للفنان التونسي لطفي بوشناق خصيصا لعرض كافيشانطا بمهرجان المدينة". وكانت "الكافيشانطات" التونسية في السابق تقدم نوعين من العروض منها القصيرة أو ما يسمى بالوصلات الفنية من بينها أغاني المونولوغ واللوحات الراقصة، والطويلة وقدمها في زمن الفن الجميل عدد من الفنانين المعروفين على غرار علي الرياحي وصليحة وغيرهم. وتوقف نشاط "الكافيشانطا" قبل استقلال الدولة التونسية عن الاستعمار الفرنسي (1956) بسنوات قليلة بسبب نفور التونسيين وعدم إقبالهم على السهرات الفنية . وعادت بعض القاعات بعد الاستقلال إلى نشاطها إلى أن اندثرت نهائيا سنة 1958. وفي ليالي رمضان تعود الحياة إلى تونس القديمة حيث تتزين أزقتها بالفوانيس وتعج بالزوار الذين يأتون من كل حدب وصوب للاستمتاع بعبق رمضان وبرونق المدينة التي تأسست 698 وصنفت 1979 ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو. ويذكر ان مهرجان المدينة انطلق 30 أيّار/مايو ويتواصل الى 17 من نفس الشهر، ويتضمن 19 سهرة رمضانية.
مشاركة :