الاعتداء على رجال الأمن، والاعتداء على الأطباء أثناء عملهم، والاعتداء على المعلمين في مدارسهم. تلك عناوين لا تفارق صحافتنا، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع أن فلانا أو مجموعة من الشبان أو الأهالي قاموا بالاعتداء والضرب على رجل أمن أو طبيب أو معلم؟… فالظاهرة لم تعد فردية، بل حالة عامة استشرت بالمجتمع بشكل مخيف وخطير… والأرقام المعلنة خير دليل على ما نقول. صحيح أن السلوك العنفي واللجوء إلى الضرب بالآلات الحادة أو بغيرها ينم عن عدم اكتراث بالعقاب وبالقانون، لكن الأشد وطأة أن تسمع بالدواوين ان تدخل نواب أو تشغيل الواسطة من أجل لملمة الموضوع أو إغلاق الملف يبقى مكمن الخطورة… نحن أمام ظاهرة أقل ما يقال فيها إن حالة التمرد والتسيب عند البعض وعدم خوفهم من العقاب تقف وراء تلك الحوادث. هناك أسباب ودوافع متعددة تقف وراء الظاهرة، ولكن من يتحمل مسؤولية اشاعة ثقافة الفوضى بالمجتمع؟.. أعتقد أن المسألة لها عدة أوجه، فالتقصير لا تتحمله جهة واحدة، فمثلما أن الوزارات المعنية لها دور ومطالبة بحماية أبنائها وتثبيت لغة القانون وضرورة الامتثال له واحترامه، فكذلك الحال عند الأسرة والأهل والبيت، فهذا الركن الأساسي بالمجمتع عليه واجبات لا ينازعه فيها أحد، إضافة إلى التوعية والتثقيف من قبل رجالات الإعلام والصحافة والكتاب والمجتمع المدني ككل، والذي يصب في النهاية بتحصين المتمردين والغوغائيين وغيرهم. العنف في المنزل هو تماماً يشبه العنف في المكتب أو في الشارع أو بالمستشفى والاعتداء باليد والضرب لا شك في أنه أسلوب همجي ليس فيه اخلاق ولا قيم، ولكنه في النهاية واقع موجود، علينا مواجهته والحد منه، بل الوقوف بوجهه. ما يؤلم في هذا الجانب أن يقال بوجود نواب يعملون على إخراج «المتهم» من المخفر ولفلفة الحادث.. مأساة أن يصل الحال ببعض النواب إذا كان صحيحاً إلى التدخل وبشكل علني للوقوف إلى جانب «المتهم» وتسخير حصانتهم من أجل دعم من لا يستحق… بل الاخطر من ذلك ما هي الرسالة التي يودون أن يوصلوها إلى الناس؟.. أليست هذه جريمة واهانة لمن تجرأ على القيام بذلك؟. الردع سلاح القانون وطالما نحن نستظل بدولة القانون والمؤسسات، فعلينا أن نعزز هذا الدور ونحميه، لا أن نعمل على خلخلته وتصديع بنيانه… نقوى بالدولة وبمؤسساتها وباحترام القانون.. فهذا الكفيل بحماية حقوق المواطن والحفاظ عليها، وليس أي وسيلة أخرى، أيا كانت ومن أي جهة أتت؟د. إبراهيم بهبهانيebraheem26.com babhani26@
مشاركة :