حزب ماكرون يتجه لإحراز أكثرية ساحقة في الانتخابات التشريعية

  • 6/12/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تصدر حزب إيمانويل ماكرون الوسطي بفارق كبير عن منافسيه الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية مساء الأحد، الأمر الذي سيتيح له على الأرجح الحصول على أكثرية ساحقة في الجمعية الوطنية خلال الدورة الثانية الأحد المقبل. وتفيد التقديرات الأولية التي نشرتها مؤسسات استطلاع الرأي الساعة 18,00 ت غ، بعد إقفال مكاتب الاقتراع، أن حزب «الجمهورية إلى الأمام» مع حلفائه الوسطيين سيحصلون الأحد المقبل على ما بين 390 و445 مقعدا من أصل عدد النواب الإجمالي 577، أي أكثر بكثير من الغالبية المطلقة البالغة 289 مقعدا. وتعتبر هذه النتائج ممتازة لهذا الحزب الجديد الذي لم يكن موجودا قبل نحو عام، في حين تسجل الأحزاب التقليدية اليمينية واليسارية تراجعا تاريخيا، مع أنها تقاسمت السلطة في فرنسا طيلة 60 عاما. وأعطت التقديرات حزب الجمهوريين اليميني ما بين 80 و132 مقعدا، في حين أعطت الحزب الاشتراكي ما بين 15 و40 مقعدا، وهي نتيجة كارثية مقابل غالبية مطلقة مريحة كان الحزب يتمتع بها في عهد الرئيس السابق فرنسوا أولاند. وأقر الأمين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي جان كريستوف كامباديليس، بأن نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، ومني فيها حزبه بهزيمة مدوية سجلت «تراجعا غير مسبوق لليسار عموما وللحزب الاشتراكي خصوصا». كما تلقى حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف صفعة مع حصوله على ما بين 13 و14 % فقط من أصوات الناخبين، مع أن رئيسته مارين لوبن، كانت انتقلت بسهولة قبل نحو شهر إلى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية. وتتوقع التقديرات حصول حزب لوبن على ما بين مقعد واحد وعشرة مقاعد في الجمعية الوطنية المقبلة. وقال فلوريان فيليبو نائب رئيسة الحزب، «ربما أصبنا بخيبة أمل في النتيجة وقد دفعنا على ما أعتقد ثمن الامتناع عن التصويت»، داعيا إلى «التعبئة العامة» من أجل الدورة الثانية المقرر الأحد المقبل. بدورها دعت زعيمة الحزب مارين لوبن، «الناخبين الوطنيين» إلى «المشاركة بكثافة» في الدورة الثانية، محذرة من تداعيات «كارثية» إذا ما تكررت نسبة المشاركة المتدنية التي سجلت في الدورة الأولى. اما اليسار الراديكالي الممثل بجان لوك ميلانشون، زعيم حركة «فرنسا المتمردة»، فسيحصل على ما بين 10 و233 مقعدا مع الشيوعيين.نسبة امتناع قياسية .. إلا أن هذه الانتخابات لم تنجح في حشد الناخبين، وللمرة الأولى منذ نحو ستين سنة تجاوزت نسبة الامتناع عن التصويت عتبة الخمسين بالمئة خلال الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية. وقال فردريك دابي، المدير العام المساعد لمؤسسة «إيفوب» لاستطلاعات الرأي، «بدا للناخبين أن النتائج باتت معروفة بعد الانتخابات الرئاسية ولا ضرورة للمشاركة في الانتخابات». من جهته قال دومينيك روس أستاذ القانون الدستوري، إنه في حال حصل ماكرون على غالبية مطلقة واسعة، ورغم قلة خبرة الفائزين في العمل السياسي، «فسيشكل الأمر إنجازا سياسيا كبيرا، وسيعني، على الأقل لبعض الوقت، تدمير الأحزاب التقليدية».العطش إلى التجديد .. وتؤكد هذه النتائج رغبة الفرنسيين بحركة تغيير سياسية كاملة في البلاد، فهم أطاحوا خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة بزعماء أحزاب تقليدية عريقة وانتخبوا شابا في التاسعة والثلاثين من العمر كان لا يزال مجهولا تماما حتى قبل سنوات قليلة، رئيسا للبلاد. وتأكيدا على رغبته بكسر التركيبة السياسية السابقة شكل ماكرون حكومته من شخصيات يمينية ويسارية ومن المجتمع المدني. ومن بين مرشحي حزب الجمهورية إلى الأمام الـ530 نصفهم تقريبا لم ينتخبوا قبلا بأي موقع، واختصاصاتهم متنوعة تماما. ويريد ماكرون هذه الغالبية الكبيرة في الجمعية الوطنية لإقرار الإصلاحات الاجتماعية الليبرالية التي دعا إليها خلال حملته الانتخابية. فهو يريد إضفاء أخلاقية على الحياة السياسية بعد أن كثرت فيها فضائح الفساد، كما يريد تليين قانون العمل رغم المخاوف من إثارة غضب النقابات، كما يريد خفض العجز في الموازنة للتطابق مع المعايير الأوروبية. وتنافس 7877 مرشحا، 42 بالمئة منهم نساء، في هذه الانتخابات لشغل 577 مقعدا في الجمعية الوطنية.أخبار ذات صلةحزب ماكرون يتصدر نتائج الانتخابات البرلمانية الفرنسيةاليمين الفرنسي المتطرف يبدي «خيبة أمله» إزاء نتائج الانتخابات التشريعيةالفرنسيون يختارون نوابهم بعد شهر على انتخاب ماكرون وسط مشاركة…

مشاركة :