مجلس عودة الجناسي ختامه مزيد من المآسي !!

  • 6/13/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال أبو الطيب المتنبي :ولم أر في عيون الناس عيباكنقص القادرين على التمامالروائي الفرنسي مارسيل بروست له عبارة تقول (لقد قرعوا الأبواب التي لا تفضي إلى شيء) وهذا هو حال مجلس المعازيب والأكاذيب وعودة الجناسي الذي أنهى دور الانعقاد الفائت دون أي إنجاز ملموس ويذكرني بمثل مصري يقول (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي) ويكفي أن الختام كان كارثيا حيث أقر الميزانية العامة التي وصل العجز بها 26 مليار دولار أي ما يعادل 8 مليار دينار وهو رقم غير مسبوق.من المفيد القول أن أعضاء المجلس صوتوا على عشر ميزانيات لهيئات ومؤسسات حكومية في خلال جلسة واحدة إن لم يكن خلال ساعة واحدة فقط فهناك سلق واضح للميزانيات والحسابات الختامية كما جرت العادة رغم وجود ملاحظات في تقرير ديوان المحاسبة لا تعد ولا تحصى ولكن النواب يفكرون في العطلة الصيفية التي تصل إلى أربعة أشهر للراحة والاستجمام .كان هناك ملاحظات ونقاشات حول أربع جهات حكومية هي مؤسسة البترول وهيئة الاستثمار ومعهد الأبحاث والمؤسسة العامة للتأمينات ولكن مرت مرور الكرام رغم أن هناك تجاوزات وفساد ماتشيله البعارين يؤكدها تقرير ديوان المحاسبة ولكن هذه الأصوات التي كانت تصارخ في الاستجوابات العبثية وتتوعد وتهدد نجدها صامته صمت القبور في مناقشة الميزانيات.لعل أهم إنجاز لمجلس المعازيب والأكاذيب وعودة الجناسي هو إقرار كادر المعلمين وهذه المرة الثانية التي يقر فيها كادر المعلمين وكأن البلد لا يوجد فيها موظفين سوى المعلمين فهذا الكادر هو إخفاق وفشل للمجلس بل هو وصمة عار في جبينه لأن النواب يمثلون الأمة وليس المعلمين والمعلمات فهناك وظائف في تخصصات نادرة مثل المختبرات في وزارة الصحة وهناك أقسام فنية في وزارة الكهرباء والأشغال وغيرها من الوزارات بدون كادر والمعلمين يتم ثاني كادر لهم وهنا نريد فقط أن نوجه سؤال واحد ماهو مستوى التعليم في الكويت والأكيد الإجابة أنه في الحضيض فهل يكافأ الفاشل ويترك الناجح في عمله وهناك كثير من التخصصات وإدارات تقوم بعمل رائع بدون أي التفاته من المجلس لأنه مجلس فاشل يكرم الفاشلين.طبعا العجز غير المسبوق في الميزانية هو أيضا فشل للحكومة والمجلس فهناك إخفاق في تنويع مصادر الدخل والاعتماد فقط على مورد واحد وهو النفط وطبعا إذا استمر هذا النهج سوف يزيد العجز وقد يلتهم الميزانية بأكملها في حال انخفاض سعر البترول بصورة حادة ولهذا نقول أن الميزانية التي أقرت ينبغي أن تكون جرس إنذار وإذا كانت هناك استجوابات مستحقة ينبغي أن تكون لنائب رئيس الوزراء وزير المالية أنس الصالح وليس وزير الإسكان ياسر أبل لأن المستقبل محفوف بالمخاطر في حال زيادة العجز وهي أولوية أهم من عودة الجناسي لأنها تتعلق بمستقبل الأجيال القادمة .إن مشاكل البلد والقضايا المهمة لازالت على طمام المرحوم سواء في الإسكان والصحة والتعليم والمجالات الأخرى وفي المقابل مؤشر الفساد يرتفع ويلتهم ثروات البلد ولهذا نقول أن دور الانعقاد الأول للمجلس انتهى بدون أي إنجاز ملموس بل انتهى بإخفاقات وفشل واضح يؤكده العجز غير المسبوق في الميزانية وسلق الميزانيات بدون أي تدقيق فيها رغم التجاوزات التي يعج بها تقرير ديوان المحاسبة ناهيك عن إقرار كادر المعلمين بطريقة فيها الكثير من الاستفزاز والإحباط لباقي القطاعات في الحكومة وخاصة التخصصات النادرة مثل المختبرات وغيرها فهل يصحو النواب من سباتهم قبل فوات الأوان ؟!.أحمد بودستور

مشاركة :