كبوة جواد.. وعاد الفرعون العربي

  • 6/8/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

كبوة جواد : هو الوصف الذي لا يعلو عليه وصف لنقوله عن عامين مضيا ثار فيهما المصريون على نظام الرئيس حسني مبارك ، وانتخبوا الرئيس محمد مرسي ليقود دفة حكم الإخوان لمصر .. من منطق الإعجاب والانبهار بالإرادة القوية التي حولها المصريون الى واقع محتوم في 25 يناير و 30 يونيو على التوالي بتغيير نظامين متتاليين ؛ فإنه جدير بهذه الأحداث أن تنتج أموراً فائقة التوقع في المستقبل القريب . وبعد نجاح المهمة التي قدمها الجيش المصري بقيادة عسكري مصر الكبير الفريق عبدالفتاح السيسي وبتفويض الشعب في قمع الإخوان وإزالتهم من الحكم ثم الاستجابة لرغبة الجموع المصرية بالترشح للرئاسة وتوليها بعد فوزه بالانتخابات فإن المرحلة القادمة من السياسة الخارجية المصرية توضحها لنا خيوط دقيقة يمكن الوصول اليها من استنتاجات عديدة ربما يظهر بعضها حقيقياً وربما عكس ذلك أيضاً . بالنظر إلى أن عودة مصر إلى الملعب السياسي في المنطقة أصبحت حقيقة بلا شك فإن هناك الكثير ممن يجب أن ينزعجوا من ذلك إدراكاً منهم بحقيقة أن موقفاً سياسياً مصرياً كافياً لإحداث الفارق في ميزان القرارات المصيرية بالمنطقة . وبالتالي فإن المصريين سيعمدون أولاً إلى تحديد أهدافهم الرئيسية للسير في طريق مستقيم يوضح للجميع أن القوة النوعية المصرية مازالت في أوج عطائها ، وأقصد هنا القوات المسلحة والاستخبارات .. تبدو الحدود المصرية الملتهبة هي أخطر ما يهدد الأمن القومي واستقرار البلاد في هذه المرحلة الصعبة ، ولا يخفى أن تطلعات المصريين ستكون لفرض اسمهم بالقدر الذي لا يهدد خطر بلادهم فإن أزمة حوض النيل على مر سنوات أظهرت اسم مصر العريق متقزماً بسبب عدم الوصول إلى حل يضمن لمصر كامل حقها وسيادتها المتاحة على النهر في حكم القانون الدولي .. ومع الترحيب الذي أظهرته دول حوض النيل لترشيح السيسي لرئاسة مصر فإنه يتوقع مرحلة جديدة من المفاوضات العميقة التي يجب أن تظهر فيها مصر جديةً تماماً وبثوب القائد الفعلي في منطقة حوض النيل .. وبما أن المصريين يريدون أن يثبتوا كهدف أساسي عدم تأثر قوتهم النوعية بعوامل التعرية على مدار الأعوام الثلاث السابقة فإن الحدود مع ليبيا تبدو فوق العادة حساسة ما يستوجب زيادة رتم العمل العسكري على الحدود وتكثيف العمل المخابراتي داخل ليبيا بالنظر إلى كون الأمن القومي لمصر مرتبطا تماماً باستقرار الوضع في ليبيا الآن تحت سيطرة عسكرية لضمان عدم تهريب الإرهابيين والمتطرفين الى العمق المصري المهلهل .. وعلى الضفة القصوى تبدو أزمة سوريا ذات أوجه عدة لكل اللاعبين بمن فيهم مصر .. ويمكن أن تظهر الصبغة المصرية المتوقعة كما تفيد القراءات السياسية للواقع بالتفاهم مع القوى الراغبة بإيقاف التوسع الايراني والذي تبدو فيه سوريا باباً كبيراً جداً على عدة فروع. ربما يضمن ذلك التفاهم تراجعاً أكبر في الرغبة الإيرانية التي تواجه ضغطاً بخسارة المعركة في سوريا من قوى دولية مشتركة حرضتها السعودية باستمرار على ذلك وظهرت أولى بوادرها بالدعم الفرنسي المسلح للمعارضة المعتدلة والمفضلة لدى السعودية ثم بتصريحات مسؤولين أمريكان عن توجه لدعم المعارضة المعتدلة أكدتها مستشارة الأمن القومي الأمريكي مؤخراً بقولها ( إننا ندعم المعارضة السورية المعتدلة بأسلحة فتاكة وغير فتاكة ) . وبما أن المواجهة مع إبرات لها عدة مسارات فإنها ستمر لامحالة بالخليج الذي سيوضح أن العمل المخابراتي المصري سيكون هو الجندي الجديد في سوريا بحال فشلت كما يظهر غالباً المفاوضات الخليجية مع إيران والتي ستنضم اليها مصر السيسي . وما يعطي الدور المصري تفوقاً نوعياً هو التوافق المتفاهم عليه مع روسيا بشأن الحل السياسي في سوريا وضرورة جلوس اطراف الصراع فقط على طاولة واحدة والتفاوض لحل الأزمة مايعني أن روسيا قد تقبل لأجل الحليف الاستراتيجي الجديد خيار تنحي الأسد عن الرئاسة وتقبل برئيس توافقي مع مصر وحلفائها وهو ما يعطي تفوقاً مصرياً خليجياً على إيران في حال حدث وهو نفسه الدور الذي ترجح فيه مصر الكفة الروسية على الأمريكية المتقلّبة فيما يخص المنطقة . كما يبدو في شأنٍ آخر ملف الأزمة الخليجية المحتدمة بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة يتصدر اهتمامات السيسي بمناقشته مع مستشاريه ثم التوصل مع حلفائه إلى رد مصري أولي على التصرفات القطرية المناهضة للسياسة الداخلية المصرية ضد الإخوان والأكيد أنها لن تخرج في إطارها العام عن تلك الإجراءات التي اتخذتها الدول الثلاث بحق قطر كمرحلة اولى ثم ستمارس نفس التصعيد المتوقع في المرحلة الثانية مع العمل المخابراتي الذي تسعى لمصر لفرضه من أجل تقزيم الدور القطري النشيط في المنطقة ومحاولة مجاراته أو التفوق عليه بما يقلص أهداف قطر الحالية . كاتب سعودي : ghazico13@ رابط الخبر بصحيفة الوئام: كبوة جواد.. وعاد الفرعون العربي

مشاركة :