الشقيق المربك والمرتبك :عبدالله العلمي

  • 6/14/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشقيق المربك والمرتبك عبدالله العلمي في الوقت الذي تسعى فيه دول المنطقة لرفض الوصاية الفارسية، ما يسمى ولاية الفقيه، على الأمة العربية بشكل عام وعلى الشيعة العرب بشكل خاص، تستميت قطر للارتماء في الحضن الفارسي والتآمر مع ملالي طهران على شعوب وحكومات الاتحاد الخليجي. وفيما وقف عدد من الدول الإسلامية إلى جانب السعودية والبحرين ومصر والإمارات واليمن ضد الإرهاب الذي تتبناه وتدعمه وتموله الدوحة، خالفت كل من إيران وتركيا تلك المواقف بناء على حساباتها الخاصة بمصالحها الداخلية. أحد أهم أسباب الارتباك النفسي الذي يطغى على العلاقات الخارجية لدولة قطر هو السياسة القطرية العقيمة التي تُعظِم دور إيران وأذرعها في المنطقة. نعم هي نفسها قطر التي تشترك معنا في الجغرافيا والتاريخ وصلات الرحم وأواصر القربي، ولكن الدوحة أبت إلا أن تزرع الفرقة والفتنة بيننا. العلاقة المشبوهة لقطر مع حزب الله ليست فقط مجرد مشروع زواج غير شرعي، فهذه العلاقة التي وُلِدت من رحم سوء النية بدأت تنشر سمومها عام 2006 في دهاليز المؤامرات. الأدلة واضحة للعيان فقد حاكت قطر خيوط هذه المؤامرات وكرستها بالدعم المالي بالمليارات وخاصة في قضية مفاوضات كفريا والفوعة التي تم على إثرها الإفراج عن 26 صيادا منتمين للأسرة الحاكمة في قطر. بعد أن تمادت قطر في غيها، لم تأخذ الدول الخليجية موقف الحياد، فأكدت السعودية والإمارات والبحرين ومعها مصر الشقيقة التزامها بإرساء دعائم الأمن والاستقرار. كلنا قرأنا البيان الرباعي المشترك بإدراج 59 فردا و12 كيانا في قطر على قوائم الإرهاب. الرد الإيراني جاء عسكريا حربيا قاسيا، فقد طالب المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي الشعراء بنظم قصائد هجائية موجهة ضد السعودية. ليس لدينا شك في أن دكاكين قطر الإعلامية المستأجرة ستنقل على الهواء مهرجانات الردح الصفوية. كعادتها في استغلال الفرص، أججت طهران الأزمة وروجت بخبثها المعهود لتضامنها مع الدوحة. هذا التأجيج ليس جديدا على إيران، فقد تعودنا من ملالي السوء أسلوبهم العفن في الاصطياد في مياه الخليج العكرة. أصيب أمير قطر بالشعور “بالعظمة” من إطراء جحور الفئران الإيرانية، فامتدح طهران بأنها دولة ذات ثقل إقليمي ليس من الحكمة التصعيد معها. استلت طهران سيفها المسموم، وأعلن المتحدث الرسمي للخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن “الحظر الذي فرضته بعض الدول الخليجية ومصر على قطر مرفوض”. أغدقت طهران “كرمها”، والحديث يدور اليوم عن إرسال عناصر من الحرس الثوري الإيراني لحماية القصر الأميري في الدوحة. قطر لم تستوعب ما الذي يعنيه ارتماؤها في حضن الدولة الفارسية أو تعاونها مع حزب الله ومساندتها للحوثيين. لعل الأشقاء في قطر لا يكررون خطيئة لبنان الأزلية، فما زال لبنان يعاني من تحويل أرضه الخصبة وشواطئه الفاتنة إلى مستعمرات تحتلها أحذية ميليشيا حزب الله. نعم، مازلنا نتذكر كيف ظهر دور قطر واضحا في مايو 2008 في اتفاق الدوحة المشبوه في تكريس وصاية حزب الله على السلطة اللبنانية ومؤسساتها. لا نريد لأي قوى خارجية خلخلة الأوضاع الأمنية أو السياسية والاقتصادية في دولة قطر. لا نريد للشعب القطري الشقيق الذي كان يتباهى بعوائد الغاز والنفط، أن يعيش في عزلة اقتصادية أو أن يتكدس بحثا عن الطعام في المتاجر. ربما هذه فرصة لتهنئة محمد مهدي بنشري، مدير مرفأ دير في إيران، على فرحته بتحميل 350 طنا من المواد الغذائية على سفن إيرانية صغيرة متجهة إلى الدوحة في وقت لا يجد فيه 40 بالمئة من الإيرانيين قوت يوم واحد. فعلا من المضحك أن “تكدّ” طهران المفلسة على الحكومة القطرية، وخاصة أن ديون قطر الخارجية تزيد على الـ172 مليار دولار. على العموم، هو نفسه المال الأسود انتقل من مفسد إلى مفسد آخر. وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش لخص لجوء الدوحة إلى إيران وتركيا في كلمتين “التصعيد الكبير من الشقيق المربك والمرتبك وطلب الحماية السياسية من دولتين غير عربيتين والحماية العسكرية من إحداهما لعله فصل جديد مأساوي هزلي”. وبينما تعمل دول المنطقة على محاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، تخطط طهران لإعادة رسم الخارطة الخليجية وتمرير صياغة جديدة لمعادلات توازن القوى ومناطق النفوذ. استمرار انتهاك السلطات في الدوحة للاتفاقيات الموقعة عليها، وافتقادها للرؤية الاستراتيجية والهوية الواضحة، سيساعدان على تمدد النفوذ الإيراني. عضو جمعية الاقتصاد السعودية سراب/12

مشاركة :