قال الأستاذ عبدالله بن حمد العذبة، رئيس تحرير «العرب»، ومدير عام المركز القطري للصحافة: إن اتهام إمارة أبوظبي لقطر باعتراض طائرة مدنية إماراتية، يمثل تناقضاً كبيراً من هذه الإمارة المارقة، التي لا تحترم القانون الدولي، والتي قامت باختطاف المواطن القطري الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني. وأضاف العذبة في برنامج «الحصاد» بقناة «الجزيرة»: لا أتحدث عن الشيخ عبدالله كإحدى الشخصيات المهمة، أو أعمدة الأسرة الحاكمة لدولة قطر، ولكن بصفته قطرياً تعرّض للاعتقال والاحتجاز القسري بالإمارة، التي لا تقيم وزناً لأبسط معايير حقوق الإنسان، ولا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأوضح أنه تم احتجاز الشيخ عبدالله، ومساومته على مسألة أن بناته برفقته. وتابع العذبة: قبل قليل أعلنت وكالة أنباء الإمارات أن «الطيران المدني» في مملكة البحرين -التي تعامل كجزيرة «ريتويت»- هي من رصدت اعتراض المقاتلات القطرية طائرة إماراتية، ثم غيروا الرواية ليلقوها على جزيرة «الريتويت»، وقالوا طائرة، ثم قالوا طائرتين، بينما لم تتقدم أي من شركات الطيران، سواء طيران الاتحاد المملوكة لإمارة أبوظبي، أو طيران دبي المملوكة لإمارة دبي، لمنظمة «إياتا» بشكوى تتعلق بهذا الاعتراض. وأضاف: بصفتي صحافياً، هل أصدق ما تدعيه أبوظبي عن طريق جزيرة «الريتويت» في البحرين، أم أصدق البيان الصادر من القيادة الوسطى للقاعدة الأميركية؟ وأكد العذبة أن أبوظبي، الإمارة المارقة المرتبكة المربكة لحلفائها في حصار قطر، أصيبت بعد نشر فيديو الشيخ عبدالله بصدمة كبيرة، خصوصاً أنها اعتادت على الخطف، وهذه ليست أول مرة تقوم بخطف مواطنين من دول أخرى، لافتاً إلى واقعة اختطاف الفريق أحمد شفيق، ثم الشيخ عبدالله في أبوظبي، ومن قبلهما سعد الحريري رئيس وزراء لبنان في السعودية، وكلتا الدولتين من دول الحصار. وشدد رئيس التحرير على أن ما يهم قطر الآن هو سلامة الشيخ عبدالله، والاطمئنان على صحته، وأعرب عن دهشته من أن أبوظبي نشرت خبر أنه غادر، قبل أن تقوم بسحب الخبر بعد دقائق، ما يكشف حالة الارتباك التي تعانيها. وتساءل العذبة: لماذا تبرّع قائد القيادة الوسطى المركزية بالتصريح المتعلّق بعدم رصد اعتراض أية طائرات مدنية بالمنطقة، ولم تطلب منه دولة قطر ذلك، موضحاً أن هذا التصريح رسالة لإمارة أبوظبي بأن أي تصعيد في المنطقة غير مقبول. وقال العذبة: إن اتصال الرئيس الأميركي ترمب بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وتأكيده على أن دولة قطر تحارب الإرهاب، وأنها من الدول القلائل التي تلتزم بمكافحته، وأنه حريص على مجلس تعاون قوي، رسالة إلى إمارة أبوظبي بأن تصرفاتها الصبيانية، وافتعال المشكلات مع قطر، أمر غير مقبول، لافتاً إلى أن مسؤولي الإمارة المارقة يريدون إبعاد المشاهد الخليجي -وهو أذكى- من أن تنطلي عليه مسألة تعرّض هذه الطائرات المدنية الإماراتية لاعتراض من مقاتلات قطرية. وقال رئيس تحرير «العرب»: «ثمة مواقع ترصد مسار الطائرات، ولم ترصد أن أي طائرات في هذه المنطقة قامت بتعديل مساراتها، فأين كان الاعتراض؟». وأعرب عن أمله في أن تصدر أبوظبي بياناً الآن، ليطمئن أقارب الشيخ عبدالله بن علي على صحته، وقال: «كلنا سمعنا الشيخ خالد بن علي، ونفيه أكاذيبهم فيما قالوه بأن جوازه في دولة قطر، ونتمنى من المنظمات الحقوقية إطلاق صراحه في أقرب وقت ممكن، بغض النظر عن مواقفه السياسية، ودعمه حصار دولة قطر». وأضاف رئيس التحرير: «ما يهمنا هنا أن عبدالله بن علي مواطن قطري، وله حقوق، ويقيم في إمارة أبوظبي المارقة، وعلى المجتمع الدولي أن يتدخل لوقف هذا العبث الذي تمارسه الإمارة، لزعزعة الاستقرار في المنطقة». وأوضح أن اتصال ترمب بصاحب السمو تزامن مع المشاكل التي تفتعلها إمارة أبوظبي، عندما قامت باختراق الحدود الشرقية لدولة قطر، ثم اخترقتها مرة أخرى، وكل ذلك موثق. وأضاف: «قطر لجأت إلى مجلس الأمن، وأبلغت عن عملية الاختراق بطريقة حضارية، وهي تلتزم بسياسة ضبط النفس في التعامل مع هذه الخروقات، احتراماً لوالد الجميع في الخليج الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، بصفته وسيطاً، داعياً إياه إلى التدخل، ووقف جموح هذه «الإمارة» التي لا تقيم وزناً للقانون الدولي، ولا أبسط قواعد حسن الجوار، ووصل بها الأمر لاختطاف ضيف، لا نعرف ما تعرّض له من ضغوط نفسية، أو أمور أخرى، أوصلته لدخول المستشفى».;
مشاركة :