حملات التوعية تحجز مساحتها بين الإعلانات على القنوات المصرية بقلم: أحمد جمال

  • 6/15/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

الحكومة المصرية تنتهز شهر رمضان لعرض حملاتها التوعوية في محاولة لتغيير السلوك الجمعي للمواطنين، وتنتهج أسلوب شركات الدعاية والإعلان للوصول إلى أكبر قدر من المشاهدين.العرب أحمد جمال [نُشر في 2017/06/15، العدد: 10664، ص(18)]تصحيح القناعات الخاطئة القاهرة – يعتبر شهر رمضان موسم سوق الإعلانات في مصر بامتياز، ويتواكب مع محتويات إعلامية ودرامية جديدة تلقى رواجا كبيرا لشركات الدعاية والإعلان التي تستغل الفرصة للوصول إلى أكبر قدر من المشاهدين، وهو ما انتهزته الحكومة مؤخرا بصورة أكبر لعرض حملاتها التوعوية في محاولة لتغيير السلوك الجمعي للمواطنين. وخصصت الحكومة ميزانيات سنوية لإعلانات التوعية، وقامت بتنفيذها بمشاركة مؤسسات دولية ومحلية، وتركز أغلبها على مكافحة الفساد، وترشيد الاستهلاك، والمشاركة السياسية، ودعم قراراتها الاقتصادية. بعد أن ظلت هناك فجوة كبيرة بين القرارات الحكومية التي تسعى لتحقيق أهداف بعينها وتجاوب المواطنين معها، ما أظهر الحاجة إلى التركيز على الجانب الدعائي لما تقوم به، كما أنها أرادت توظيف إحدى أهم الوسائل الدولية في الترويج للسياسات العامة. وقال محمود علم الدين، أستاذ الإعلام وعضو الهيئة الوطنية للصحافة، لـ”العرب”، “إن تركيز الأجهزة الإدارية على إعلانات التوعية يرتبط أساسا بإجراءات ضخمة تقوم بها على المستوى الخدمي، بالإضافة إلى ارتباطها بقرارات اقتصادية تسعى الحكومة لإقناع المواطنين”. وخاطبت الحملات الدعائية العديد من الفئات التي تشارك في تفشي انتشار الفساد بأشكال مختلفة من خلال إظهارها عددا من النماذج الفاسدة في مهن مختلفة. وكان واضحا أن القائمين على الحملة أدركوا إمكانية تعرضها للانتقادات الكبيرة من المواطنين الذين يرون أن مواجهة الفساد تكون من خلال الأدوات الرقابية الحكومية المشددة وليس من خلال التركيز على المواطن نفسه، ولذلك تم اختيار شخصية فنية وإعلامية لديها قبول لدى الجمهور لتقديم الأداء الصوتي هي الممثلة إسعاد يونس مقدمة برنامج “صاحبة السعادة”. وأشار إعلاميون إلى أن نجاح الحملات التوعوية يرتبط بوضعها وفق جدول زمني وأهداف قريبة وبعيدة، ومدى توافقها مع طبيعة المجتمع، بالإضافة إلى أهمية أن تكون تلك الحملة ضمن سلسلة من الإجراءات السياسية والقانونية حتى يكون هناك تكامل في أساليب مخاطبة الجمهور. وقال جمال الشاعر، وكيل الهيئة الوطنية للإعلام، إن العام الجاري شهد نقلة نوعية في ميزانية المحتوى الإعلاني الموجه إلى عمليات التنمية، بعد أن وصلت قيمة تبرعات البنوك الحكومية إلى حوالي 300 مليون جنيه (16 مليون دولار تقريبا)، بالإضافة إلى مخصصات الجهات الحكومية الأخرى. وتحدث مروان يونس، خبير الإعلام السياسي، لـ”العرب”، قائلا “إن حملات التوعية الحكومية تستهدف تصحيح القناعات الخاطئة لدى الجمهور، واللعب على أوتار تغيير الوعي، كونها تستدعي الأمور الحياتية السلبية لتحفزه على تصحيحها واتخاذ القرارات الصحيحة”. وتعد “أزمة المعرفة” إحدى المشكلات التي ناقشها الإعلان بشكل توعوي خلال شهر رمضان، بعد أن ظهرت إعلانات غامضة تخاطب المواطنين من خلال نظريات الاختيار والنقد دون أن يتم توقيع الإعلان برعاية أي من الجهات الحكومية أو الخاصة.

مشاركة :