سوق الشعر فضاء للحوار يقف فيه الجميع على قدم المساواة، إذ لا هالة تحيط بأحد، بل نرى شعراء كبارا ذوي العشرات من الكتب إلى جانب شبان ما زالت تجربتهم الشعرية في بداياتها، فسوق الشعر تعكس الجوهر الشعريّ الذي لا يعرف عمراً ولا لوناً ولا جنساً ولا حتى شكلاً محدداً للمُنتج. كما أن السوق تمثل مساحة مفتوحة لا حميميّة فيها، على النقيض من تجربة القراءة الفرديّة أو تلك التي في المكتبة حيث يهيمن الصمت، ما يحوّل القراءة إلى عمل وظيفي نوعاً ما، فسوق الشعر تنزع القدسيّة والهالة المحيطة بالشعر، بوصفه في متناول الجميع، إذ لا مسافات ولا أبراج عاجيّة، فقط مساحة علنيةّ للنقاش وتبادل الآراء حول الشعر الذي برغم كل ما يشهده العصر من تطورات هناك يقين لدي أنه لن يندثر أبداً. يقول أوليفية شودونسون مدير بيت الشعر في باريس في سؤال عن رواد سوق الشعر “الكثيرون منهم يهتمون بالشعر، إلا أن المميز في السوق أنها تكسر العزلة المرتبطة بالشعر، وتعيد ربطه بالأدب بوصفه أكثر عمومية من الشعر، خصوصاً أن شفوية الأخير وقراءته العلنيّة تتيح للفرد أن يحبّ الشعر أكثر ويقترب منه، ويَكسر حاجز الخوف المرتبط به، خصوصاً أن البعض يرى أنه لا يمتلك السوية الثقافية الكافية لقراءته وفهمه”. شهدت سوق الشعر حضوراً عربياً، إذ قام الشاعر نوري الجراح بتوقيع ديوانه “قارب إلى ليسبوس” الذي ترجمه إلى الفرنسية أيمن حسن، كما حضر اسم خلود الزغير التي نجد في السوق كتبا لها تمزج بين الشعر والفن التشكيلي، إلى جانب دواوين لكل من مرام المصري وأشرف فياض.
مشاركة :