«السلطانة كوسِم» رواية تركية إلى العربية

  • 6/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«السلطانة كوسِم» رواية للكاتبة التركية اوزلم كومرولار صدرت ترجمتها حديثاً الى العربية عن الدار العربية للعلوم- ناشرون، وأنجز الترجمة مهتاب محمد. ومعروف أن السلطانة كوسِم، كانت محظية السلطة أحمد الأول، ووالدة السلطانين مراد الرابع وإبراهيم الأول، وجدة السلطان محمد الرابع. أنجبت أحد عشر طفلاً، أربع فتيات وسبعة ذكور. وخلال الفترة التي كانت فيها محظية السلطان، أخذت تنصب بصمت الدعائم الخفية لشخصيتها السياسية، ومن ثم تبوأت منصب نائبة السلطان خلال حكم اثنين من أبنائها، بعد حصولها على لقب السلطانة الأم، وحملت لقب الوالدة المعظّمة أيضاً. وكانت «سيدة دولة» أثبتت أنها تمتلك القوة الكافية للحفاظ على بقاء الدولة العثمانية. حازت على الكثير من الألقاب في كتب التاريخ منها: «صاحبة المقام أم المؤمنين حضرة السلطانة الأم»، «حضرة السلطانة ماه بيكر دامت عصمتها والدة السلطان ملاذ العالم» وبعد موتها أرفق اسمها بلقبي «الوالدة المقتولة» و «الوالدة الشهيدة» أيضاً. أما المصادر الأوروبية فقد خلدتها بوصفها «الملكة» أو «الملكة الأم». وفي بعض الأحيان «الإمبراطورة». امرأة حكيمة استطاعت فرض شخصيتها في العاصمة العثمانية لما يناهز النصف قرن، ونقشت اسمها بحروف لم يخب بريقها. جبارة، رمز للقوة، ذكية، صبورة، متمكّنة من كل السبل. تتقن مهارة الانتظار وآلية الانتقال الى الحركة في الوقت المناسب. انها المرأة التي تدرك تماماً أن فتح جميع الأبواب ممكن، إن تصرفت وفقاً لموازين الحكمة، لا أهواء النزوات. وإلى جانب الاحتفاء بها مراراً كإحدى أيقونات الجمال، استطاعت أن تثبت جدارتها تاريخياً من خلال ذكائها ودهائها ايضاً. وتقول الكاتبة اوزلم كومرولار في التقديم: «في أيلول (سبتمبر) 2014، كنت جالسة في منزل «قطب المؤرخين» خليل إينالجيك في أنقرة، وكنت أتباحث مع الأستاذ بصحبة كأس من الزيزفون، حول تاريخ القرن السابع عشر المشؤوم، وأشار أثناء تبادلنا الحديث أنه «يتوجب الكتابة عن كوسِم». وأخذ يحدّثني عن السلطانة كوسِم التي أفرد لها في المجلد الثاني من كتابه «الدولة العليّة» حيزاً واسعاً. وكان يقاسمني مراميه الملغزة المتوارية بين التفاصيل بالهيجان المعتاد. «اكتبي عن كوسِم» وأضاف مع قهقهته المحببة «وحين تؤلفين هذا الكتاب، لا ترفعي ناظريك عن المضيق، اتفقنا؟»... كانت نصيحة مبطنة حتى لا أُشعِر القارئ بالملل، أو أبتعد عن الرومانسية وأنا أكتب. وقد حاولتُ الالتزام بالوعد الذي قطعته على نفسي قدر المستطاع. وأطلعته على كل المعطيات الغريبة التي واجهتني طوال ذلك العام، وعلى وجه الخصوص ما وجدته في أرشيف البندقية الوطني حول وجود ابنين آخرين لكوسِم، وحين أطلعته على الوثائق التي تبرز أنها كانت الزوجة الشرعية للسلطان أحمد أثنى عليّ».

مشاركة :