اللهمَّ اجعله خيراً.. !

  • 6/16/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في ما يشبه الحلم الجميل، طاف بنا الفيلم المصوَّر عن مستقبل الجزر الكويتية الخمس وتطويرها كمنطقة سياحية وتجارية وثقافية عامرة خلال السنوات المقبلة لتحقيق رؤية الدولة 2035.. أفاض فريق لجنة السياسات العامة والتنمية الإدارية في المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية برئاسة وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد في شرح هذا المشروع الحُلم، وبيَّن ما سيلعبه من دور محوري في تنوع مداخيل الدولة مستقبلاً بديلاً أو تعضيداً لدخل النفط. وعاش جميع الحاضرين لهذا اللقاء، الذي دعت إليه جمعية الصحافيين مشكورة، أمل اللحظة. نعلم جميعاً ونتفق بأن تنويع الدخل القومي للدولة غاية، ونعي جميعاً خطورة الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل ونخشى نضوبه أو إيجاد بديلٍ له مع التطور والتقدم في الاكتشافات العلمية… ويسكننا أو على الأقل يسكن عدد منا همّ إيجاد البديل للخروج من هذه الدائرة المغلقة. سنوات طويلة، وخطة تلي خطة، وفكرة تتبع فكرة… ولكن لم نرَ على أرض الواقع فكرة واحدة تتجسد كحقيقة… وشخصياً عاصرت مشروع الجزر ومدينة الحرير كفكرة ونحن نُعِد في وزارة التخطيط آنذاك مشروع الخطة الخمسية، وسعدت اليوم وأنا أرى هذه الفكرة تكبر وتتبلور، وزادت سعادتي وأنا أرى شدة حماس الإخوة في المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية لهذا المشروع ومباركة القيادة السياسية له، وسعادتي أكبر بأننا لم نعد نفكر في المستقبل فقط بل أصبحنا نبحث في آليات تنفيذ هذه الأفكار. جالت في خاطري الأفكار وأنا أتابع العرض وتنبهت على تردد صدى الخوف في أرجاء القاعة… حين بدأ الحاضرون يناقشون تخوفهم في ظل إخفاقات الواقع الحاضر، وتخوفهم مما سيواجهه مشروع بهذه الضخامة من عقبات قابلتها المشاريع الأصغر حجماً والأقل طموحاً. وتساءل الحضور عن كيفية تجنيب هذا المشروع عثرات البيروقراطية… وإبعاده عن التجاذبات السياسية والمصلحية… وإمكانية توظيف الإدارة الكفؤة وأدوات الحوكمة الصالحة البعيدة عن الفساد الإداري والمالي لإدارته، أسئلة كثيرة تتعلق بمخاوفنا وتبررها إخفاقاتنا الحالية ولم يكن من السهل الإجابة عنها في جلسة، كما لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها… ولكن مع انتهاء الجلسة اخترنا التعلق بالأمل.. واستعذبنا العيش مع الحُلم الذي إن تحقق فإنه سيشكل علامة فارقة في جهود التنمية لمستقبل أجيالنا القادمة التي لم يسلم حاضرها ولا مستقبل احتياطياتها من السحب والتعدي لإشباع نهم الحاضر… وودعنا الحاضرين وفي نفوسنا يتردد صوت… اللهمَّ اجعله خيرا… اللهم جَسِّدُه حقيقة… وبارك في جهود من يتحمل عبء متابعة تنفيذه… اللهم آمين.. والله الموفق. د. موضي عبد العزيز الحمود

مشاركة :