اللهم اجعله خيراً

  • 9/16/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كم سمعنا هذه الجملة في غير موضعها؛ كأن تضحك مجموعة من الناس ثم يجدون أنفسهم يرددون هذه الجملة وكأنهم ينتظرون أن تحل مصيبة، فإننا شعوب قد برمجنا عقولنا على أن الحلو لا يكتمل أبداً، لا بد بعد كل فرح يأتي الحزن، وبعد كل انفراجة تأتي ضائقة، وليس العكس. فلو عددنا تلك اللحظات التي نستخدم فيها تلك الجملة (التي دائماً تكون في غير محلها) فسنحتاج إلى عدة مقالات، لكن سنخصص هذه الجملة في موضوع واحد وهو موضوع "الأحلام" عندما يستيقظ أحدنا من نومه وقبل أن يسرد ما رآه يقول: (اللهم اجعله خيراً) وفي تلك الحالة يكون موضعها صحيحاً؛ فما هي حقيقة الأحلام؟ وهل كل ما نراه يجب سرده؟ ولمن أحكي حلمي أو رؤيتي؟ وما أنواع الأحلام؟ وهل هناك تأويل أو تفسير لكل شيء؟ هذا هو موضوع مقالنا اليوم. ما هي أنواع الأحلام؟ ولمن أحكي حلمي؟ وأما ما يراه النائم في نومه فهو ثلاثة أنواع: رؤيا، وهي من الله تعالى، وحلُم وهو من الشيطان، وحديث النفس. فالرؤيا: هي مشاهدة النائم أمراً محبوباً، وهي من الله تعالى، وقد يراد بها تبشير بخير، أو تحذير من شر، أو مساعدة وإرشاد، ويسن حمد الله تعالى عليها، وأن يحدث بها الأحبة دون غيرهم. والحلُم: هو ما يراه النائم من مكروه، وهو من الشيطان، ويسن أن يتعوذ بالله منه ويبصق عن يساره ثلاثاً، وأن لا يحدِّث به، فمن فعل ذلك لا يضره، كما يستحب أن يتحول عن جنبه، وأن يصلي ركعتين. وقد يكون ما يراه النائم ليس رؤيا ولا حلماً، وإنما هو حديث نفس، ويسمى "أضغاث أحلام"، وهو عبارة عن أحداث ومخاوف في الذاكرة والعقل الباطن، يعيد تكوينها مرة أخرى في أثناء النوم، كمن يعمل في حرفة ويمضي يومه في العمل بها وقبل نومه يفكر فيها، فيرى ما يتعلق بها في منامه، وكمن يفكر في معشوقه فيرى ما يتعلق به، ولا تأويل لهذه الأشياء. عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، والرؤيا ثلاث؛ فرؤيا صالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه..." رواه مسلم (2263). وكل هذا ما هو إلا سرد لأقوال أهل العلم، أي أن ليس كل ما يراه الإنسان في نومه يستحق أن يؤخذ على محمل الجد، بل إن هناك أحلاماً يلقيها الشيطان في نومك؛ حتى يسبب لك الحزن، إذا رأيت في منامك ما يخيفك فلا تحدّث به حتى نفسك، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، أما إن كنت تفعل شيئاً خطأ، وأرسل الله لك رؤيا تحذيرية فانتبه. وأما عن تفسير الرؤى فقد أجاز العلماء ذلك، ولكن ممن لديهم علم، كمثل نبي الله يوسف الذي علمه الله تأويل الأحاديث. أما عن الكذب في الرؤى فهو أمر غير جائز، فقد فعل ذلك صاحبا يوسف اللذين كانا في السجن وعندما تم تأويل الأحلام وقع تفسيرها، فخرج أحدهما وصُلب الآخر. أما الرؤى فقد علمنا أهميتها فقد تكون تحذيرية أو تبشيرية، فما أهمية الحلم؟ أكدت العديد من الدراسات مدى أهمية الأحلام للإنسان بجانب أنها تساعد على راحة كافة أعضاء الجسم، ويزيد فيها نمو الإنسان العضوي، إلا أن للأحلام قدرة على نمو العقل وترسيخ المعلومات وتنمية المهارات الذهنية والمكتسبة للفرد، كما أن الأحلام تجنبك الشعور بالتعب والإجهاد، وتحافظ على صحة الإنسان النفسية، فتعتبر المتنفس الذي يخرج فيه العقل بعيداً عن ضغوط الحياة باستثناء الكوابيس التي تؤرق الجسد.. والله أعلم. وللحديث بقية.. مع خالص التحية. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :