تحكي القصة أنه ذات صباح، وفي حوالى الساعة الثامنة والنصف دخل عجوز يناهز الثمانين من العمر على طبيب لإزالة بعض الغرز من إبهامه. وفور دخوله أكّد بأنه في عجلة من أمره؛ لأن لديه موعدًا هامًّا في التاسعة، فقدّم له الطبيب كرسيًّا وأخذ يتحدث معه وهو يزيل له الغرز من الجرح، ثم سأله عن هذا الموعد الهام، والذي جعله على عجلة من أمره، ومع مَن؟ فردّ عليه العجوز موعدي هو للذهاب لدار الرعاية لتناول الإفطار مع زوجتي. فسأله الطبيب: وما سبب دخول زوجتك لدار الرعاية؟ فأجابه: بأنها هناك منذ فترة؛ لأنها مصابة بمرض الزهايمر (ضعف الذاكرة)، وبعد الانتهاء من تغيير الجرح سأله الطبيب: وهل ستقلق زوجتك لو تأخّرت عن الميعاد قليلاً؟ فأجابه العجوز: إنها لم تعدْ تعرف مَن أنا يا ولدي..! هي لا تستطيع التعرّف عليَّ منذ خمس سنوات مضت. فسأله الطبيب مندهشًا: ولازلت تذهب لتناول الإفطار معها كل صباح، على الرغم من أنها لا تعرف مَن أنت؟ فابتسم الرجل وضغط على يد الطبيب، وقال: (هِي لا تعرفُ مَن أنَا... ولكنْ أنَا أعرفُ مَن هِي)!! بالأمس احتفل الزميل أحمد الغامدي (أبو عزام) بفوز زوجته بجائزة التربية والتعليم للتميّز على مستوى المملكة العربية السعودية، ووجّه بطاقات الدعوة للأصدقاء لتشريفه، ومشاركته الفرحة بفوز زوجته في صورة حديثة عن معنى الوفاء بين الزوج وزوجته، في الوقت الذي لا يزال بعض الأزواج يتعاملون مع زوجاتهم بجاهلية يخجلون من خلالها النطق بأسمائهم، أو الوقوف بجوارهم في الأماكن العامة فضلاً عن الاحتفال بتفوقهم ونجاحهم. الوفاء عملة نادرة اليوم ليس فقط بين الزوج وزوجته، بل وحتى بين الآباء والأبناء، وبين الإخوة والأصدقاء، غير أن الحياة لا تلبث أن تقدم لنا بين فترة وأخرى نموذجًا يؤكد بأنه لا يزال هناك أوفياء بيننا يجب أن نقدّرهم ونبادلهم الوفاء بوفاء. Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :