محمد صادق ينقب عن العمائم الحجازية وينشئ متحفا للحفاظ عليها

  • 8/12/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لايرسخ التراث ويحفظه إلا إذ تناقل الحديث عنه مابين الأجيال لترسخ موروثاته ومعتقداته فيما بينهم وعلى إثر ذلك قام الشاب محمد بن صادق، أحد مواليد مدينة الطائف بمحاولة حديثة لشاب مثله وهي التنقيب عن العمائم الحجازية الأثرية، ومحاولته إنشاء متحف شامل لأنواعها، ولتبقى رمزًا من رموز أهل الحجاز التي لاتتغير عبر الزمان. «المدينة» التقت به وشاركته الحديث عن مشروعه في المستقبل وليستفتح بقوله: افتتحت المتحف منذ مايقارب ثلاثة أعوام في منطقة البلد في جدة القديمة، وذلك بهدف: محاولة جمع أكبر قدر من العمائم النادرة والقديمة والحديثة لتصبح بمكان واحد للحفاظ عليها من الاندثار، كذلك توجيه رسالة لشبابنا بضرورة بحثنا عن موروثاتنا والحفاظ عليها. ليتابع بقوله: استطعت أن أضم فيه المجلس الحجازي القديم وقطعه من صنع مصنع الكسوة واتاريك قديمه جدا ولوحات مشهد الحج والعمرة قديما وموازين ذهب قديمة وبعض الرواشين القديمة، بالإضافة إلى أكثر من 800 نوع جيد وأنواع أخرى من الأشكال الموجودة بالسوق، وعن سر اهتمامه بها تابع بقوله: مشاهدتي لصور جدي رحمه الله كانت الدافع الأول لاهتمامي بالعمامة، والتي كنت أتساءل عن أنواعها وأشكالها كثيرا لأبدأ حينها رحلة البحث عن أفضل الأنواع وأقدمها، وحول تسميتها بالغبانة أشار إلى أن أهل مكة يجمعونها «الأغبان»، وينسبون بائعها إليها فيقولون: فلان «الأغباني» أي بائع الغبانات، وأيضًا يجمعونها على «الغباني». وبسؤاله عن أنواعها ذكر بأنه توجد عمائم نادرة من حيث قدمها وتقريبا اختفت مثل السليمي تعتبر من أقدم العمائم وأندرها ويوجد عمامة صائم الدهر التي اختفت ولا يوجد منها الآن سوى عدد قليل، بالإضافة إلى امتلاكه للعمامة التركية أم نجمة وهلال والتي يزيد عمرها على 100عام. كما أشار في ذات الوقت إلى عدم وجود مصانع في السعودية لصناعتها، حيث لاتزال تصنع إلى الآن في مدينة حلب بسوريا، وكذلك يوجد في تايلاند في مصانع مختلفة. وعن كيفية حفظه لأشكالها وألوانها من التغير ذكر: أنه يقوم بوضعها في مكان مخصص بطريقة موصوفة بشكل مرتب لجميع الأنواع. هذا وقد ذكر في حديثه أن أنواع قماش الغبانة متعددة مثل سلطان الدوبلين، وأبو غزالين، والحرير وعلى هذا الأساس تزداد أسعار الغبانة، وكلما كانت من الحرير كان سعرها أعلى عن غيرها من الأنواع الأخرى. *العمامة البيضاء وعن ارتباط العمة بأهل الحجاز أضاف بقوله: العمة لبس النبي صلي الله عليه وسلم فيذكر في الكثير من الكتب أنه عندما فتح مكة كان رسول الله يلبس عمامة سوداء، ويقال كانت عمامة رسول الله بالسفر بيضاء وبالحضر خضراء ومع تقدم الزمن ظهرت أشكال توارثها الأجيال، وأضافوا إليها رسومات ونقوشات مؤكدا بذات الوقت أن العمائم موجودة في مختلف المناطق الخليجية والعربية، مضيفا على ذلك بقوله: أهل عمان والإمارات لهم نفس العمة والمنقوشة، وكذلك يرتديها الجاوا وأهل تركيا وأهل اليمن، بالإضافة إلى أهل المغرب والجزائر. كما أبدى انزعاجه من تداعي هذا التراث والحفاظ عليه بقوله: عدم اهتمام الجيل الجديد بها ووفاة كثير من أهلها وعدم الظهور بها كثيرا أهم الأسباب وقلة الأماكن، التي تبيع الأصلي منها وانعدام الأنواع الجيدة المعروفة، مضيفًا على ذلك بقوله: أكثر من يلبس الغبانات الكبارُ من أهل البلد، وكذلك العُمَد، والوسائد عند أهل مكة لبس غبانة «سلطان البوبلين» لأن قطنها بارد والرسومات فيها هادئة، أما طلاب العلم في الحرم فكانوا يلبسون الغبانة أبو غزالين، أوالعزيزي، ولهم رسمتهم ولفتهم الخاصة بهم، وأما علماء الحرم المكيين فكانوا يلبسون العمائم السادة من البوال السويسري، أوالشاش القطن. وليختم حديثه بانتقاده لمحاولات بعض التجار في استغلال المواطنين برفع أسعار العمائم وأقمشتها بأسعار مبالغة وصلت في الوقت الحالي إلى 1200 و1400، وذلك بعد الأزمة السورية في حين كانت تباع سابقا ب400 و500 ريال، منوها بأن الإقبال عليها يتضاعف في شهر رمضان والعيد.

مشاركة :