أوباما لم يهنئ السيسي - د.مطلق سعود المطيري

  • 6/11/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

يعني ذلك أن الادارة الأمريكية غير راضية عن الوضع السياسي المصري المستحق، وهذا جيد لمصر ورئيسها الجديد لو تم استثمار التردد الامريكي جيدا في قبول نتائج الانتخابات والاعتبارات الداخلية التي ادت اليها، فرئيس مصر الجديد وصل الى سدة الحكم بدون فضل أمريكي ولا غربي، بل العكس حدث تماما حيث جرت الامور بخلاف رغبة سادة الارض.. السيسي قائد عنيد، ووطنية المصريين في هذه المرحلة ايضا عنيدة، والعناد بكرامة يصنع المعجزات، حاولت واشنطن هز الارادة الوطنية المصرية وعجزت وهذا انتصار عظيم يحق للشعب المصري الافتخار به فان لم يساو هذا الموقف نصر اكتوبر على العدو الصهيوني فهو ليس أقل منه، فدولة مثقلة بالأوجاع السياسية والاقتصادية ترفض الوصاية على مستقبلها ومصيرها من دولة قادرة على معالجة أوجاعها فذاك نصر ونصر غيبته عن عاطفتنا كثرة الآلام والاوجاع في العالم العربي، فالشعب المصري مد لسانه للإدارة الامريكية ومضى نحو مصيره بكبرياء واعتزاز لم تشهدهما المنطقة منذ زمن طويل. مصر اليوم مصر تاريخية، ولن يقبل منها الا أن تكون تاريخية، قائد استثنائي وشعب استثنائي، وإرادة سياسية صفعت كل تردد دولي متآمر أو متخاذل. مصر في هذه المرحلة عليها اللعب بالسياسة وليس مع السياسة، أي اللعب بمرمى واحد ولصالح فريق واحد "مصر" وليس اللعب مع الخصوم الذين يصرون على كسب التنازلات والفوز، مصر السيسي صفرت قوائم تحالفاتها الدولية، والكل يريد ان يقترب منها، أقصد الغرب.. فالاصوات التي ترتفع بالخوف من الظروف الامنية والاقتصادية قد تكون صادقة بعض الشيء ولكنها ليست امينة، فداخل مصر غني وامين ولا يحتاج الا الى شرطي ومخبز وهذا متوفر. سياسياً قد يكون من المقبول مصرياً تعيين مستشار للرئيس لشؤون فلسطين مستقل عن المخابرات والخارجية، يبتعد به عن تعقيدات الماضي وحساباته المفلسة، ملف فلسطين سيكون اهم الملفات السياسية التي ستسعى واشنطن إلى الاشتراك به، مصر تملك الارض والنفوذ والفرصة والاستقلال في هذا الملف ولا ينقص الا تحريكه سريعا باتجاه الحل والتفاوض على اسس واعتبارات مصر الجديدة، تعليق قضية فلسطين يعنى تعليق استقرار مصر وسيطرتها على مصيرها، فإن نجحت مصر بهذا مثلما نجحت روسيا باوكرانيا ستصبح مصر خيار اسرائيل الوحيد إن ارادت الامن والاستقرار وليس واشنطن. ليبيا فرصة جاهزة امام القاهرة، فمنها يكون الاستثمار والانتماء، واي تأخير مصري في التوجه الى ليبيا سوف يكون على حساب البلدين، ولدى مصر اكثر من اداة لتمكين القوى الوطنية الليبية من السيطرة على العبث والفوضى اللذين كادا ان يضربا مصر مع ليبيا في وقت واحد، وان نجحت مصر فسوف تكون حكاية التاريخ ليس للعرب وحسب بل للعالم اجمع.

مشاركة :