أهلاً بالرئيس أوباما - د. مطلق سعود المطيري

  • 3/26/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

غداً تستقبل الرياض الرئيس الأمريكي بودّ تاريخي عرفته علاقة البلدين منذ سبعين عاماً تقريباً، فالتاريخ وحده يجعل من الضيف مهماً في حضوره والمغادرة، عقود من الصداقة التي ارتفعت في بعض مراحلها فوق مستوى المصالح إلى حدود الاحترام المشترك للتفاهم والاختلاف، فالدول مثل البشر في احترامها ووقارها قد تجامل الصديق إن انحرف قليلاً عن احترام الصداقة ولكن لا تقبل الإهانة حتى لو جاءت من صديق. واشنطن عاصمة مهمة وعظيمة لها من القوة يد تغير فيها موازين القوى وتدفع بها تحالفاتها الدولية إلى الصلابة والصمود فإن تغير حال التحالف فإلى الأفضل والأقوى، أما غير ذلك فلن يكون إلا من واشنطن أخرى، فتغيير العاقل خلل وتغيير القوي ضعف، فالتغيير في هذا الوضع وهذه المرحلة ليس في صالح صمود التحالفات التاريخية، وإن قدمت الأعذار والتبريرات التي تفتح باب الاستنتاجات الحمقاء لسياسات حمقاء لن تجعل من التغيير سوى عبث ومغامرة تولد الشك والنفور بين سياسة وسياسة. المملكة بلد مهم ومحوري يضيف لمنظومة تحالفاته قيمة وقوة وتأثيراً، فهي ليست بلداً يتلقى المعونات ويرهن قراراته للدول المناحة، بل بلد يستمد قوته من مقدساته وشعبه، فجميع تحركاتها السياسية تستمدها من دينها واستقرار أمنها الداخلي، بناء ديني وسياسي جعل منها دولة مستقلة وغير تابعة، ومن آمن بقوته استدل بها على جهات الخطر والخوف. مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس قالت: "إن أوباما سيعرب خلال زيارته للمملكة عن التزامه بأمن الخليج" ولم تحدد نوع الالتزام الذي سوف يقدمه الرئيس أوباما، أمن الخليج يواجه تحديات وعلى رأس هذه التحديات نظرة واشنطن لأمن الخليج فسياسة تأهيل طهران للدخول في اتفاقيات سياسية وأمنية على حساب أمن الخليح لا يمكن أن تفسر بأنها التزام بحماية أمنه، ووصف سياسة طهران على لسان الرئيس أوباما بأنها: "استراتيجية وليست عاطفية، وان لإيران نظرة عالمية وتقدر مصالحها وتحسب الربح والخسارة "فهذا وصف لا يعزز من أمن الخليج، خاصة وإن جاء مع صمت واشنطن على تدخلات إيران العسكرية لصالح نظام بشار الأسد وضد الشعب السوري، فسياسة واشنطن المعلنة في المنطقة جزء من التحديات التي تواجه أمن الخليج وليست سبباً في تعزيزه، وكذلك دعهما لحكومة المالكي في العراق الذي يتمسك بتحالفه المصيري مع طهران على حساب وحدة العراق وأمن جيرانه، فإن كان ذلك نهجاً جديداً في سياسة واشنطن فستكون تكلفته عالية على دول الخليج، التي لن تنتظر حتى يصبح من ضمن تكلفته أرضها وتاريخها، وإن كان ذلك نتيجة ضعف في السياسة الأمريكية فيجب أن لا تدفع الدول الخليجية ثمن ذلك الضعف، وإن قلت الخيارات أمام دول الخليج لتعويض ضعف الدور الأمريكي ولكنها أكثر من محتملة وموجودة ومنها التخلي عن الحلف التاريخي مع واشنطن وهناك من يدفع بذلك ويريده لصالحه وصالح دول الخليج. قناعة الرئيس أوباما بالتفاوض مع طهران حول برنامجها النووي يجب أن لا يكون ثمنه تسليم أمن الخليج لطهران، ويكون العراق نموذجاً مقنعاً للتعاون الأمريكي الإيراني في المستقبل، فدول الخليج مازالت تملك القوة التي تمكنها من معرفة مصادر الخطر على أمنها، وتملك السلاح والإنسان والتحالف للحفاظ عليه.

مشاركة :