غوار.. ليتك كنت نسياً منسياً!

  • 6/18/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لقد كنت، وللآسف، أحد متابعي الممثل السوري المعروف دريد لحام الشهير بـ«غوار الطوشة»، وذلك منذ عقد الستينات من القرن الماضي، عندما كنت أعيش أجمل وأعظم أيام القومية العربية، التي فجّرها الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، طيب الله ثراه، حيث استغل هذا الغوار ذلك المد الثوري في انتاج المسرحيات الهادفة التي كانت تتحسس نبض الشارع العربي، وتحاكي طموحاته التحررية؛ فأصبحنا أسرى لتلك المسرحيات التي كان يعكس من خلالها وبسخرية راقية، وضع الشعوب العربية التي ترزح تحت نير الأنظمة الشمولية، وكذلك تجسيده وبجدارة سطوة الطغاة من حكام بعض الجمهوريات العربية على شعوبها، إلا من رحم الله، ولدرجة أنني كنت شخصيا أحفظ وعن ظهر قلب كل حوارات تلك المسرحيات التي كنت وغيري نجد فيها ضالتنا ومتنفّسا لحالات الانكسار والمحن والنكبات التي كان يمر بها عالمنا العربي منذ قيام الكيان الصهيوني البغيض. ولقد كنت وحتى قيام الثورة السورية المباركة أرفض أن يطلق لقب فنان على هذا الممثل؛ لأنني كنت أعتبره فيلسوفاً.. بعد أن أدرك وبخبث تام كيف يعالج وبطريقته الكوميدية سقطات الأمة، وآلامها، حتى إذا ما انتفض الشعب السوري العظيم وأراد أن يخلص بلده من هذه العائلة الحاكمة التي طبّقت، وبكل وقاحة، مبدأ التوريث، رغم تاريخها الخياني، فاجأنا هذا الفيلسوف بموقفه وارتمائه في أحضان طاغية الشام الذي لم يشهد التاريخ له مثيلاً، بعد أن دمر بلاده وأفنى شعبه الذي سقاه من كل كؤوس الفناء من قتل وتشريد وتعذيب وغرق بطائراته الإجرامية وبراميله المدمرة وبشبيحته التي لا ترحم، وطائفيته التي جلبت إلى أرض سوريا العروبة أقذر مجرمي التاريخ للوقوف معه، خصوصا بعد أن تلاقت مصالحه مع أهداف أصحاب الفوضى الخلاقة، وهم يخططون لشرق أوسط جديد، يدين لأقذر وأجبن خلق الله وهم الصهاينة، كي يستمر مسلسل الانحدار والدمار لأمتنا وبإشراف مباشر من المثلث الصهيو ـ أميركي ـ إيراني. عبدالرحمن خالد الحمود akalhomoud@yahoo.com

مشاركة :