دبلوماسيتنا فضحت المؤامرة.. ودول الحصار تتخبط

  • 6/19/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يرى مراقبون أن الدبلوماسية القطرية بقيادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، شكلت أحد أهم المسارات الناجعة لتوضيح سلامة موقف قطر التي تتخذ من الحوار خياراً إستراتيجياً لحل الأزمات مع التأكيد على عدم المساس بسيادتها أو التدخل في شؤونها الداخلية. وكشف الثبات القطري القائم على مبادئ وقيم متعارف عليها في العلاقات الدولية وميلها إلى التهدئة وعدم التصعيد، تخبط وارتباك نظيرتها بالدول المحاصرة خاصة تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأنه سيتم إعداد قائمة شكاوى وتقديمها للدوحة فيما يشكل تراجعاً عن توصيفه لحلول الأزمة بأنها شروط أو مطالب. كما تمكنت الدبلوماسية القطرية من هدم معبد الفبركات والأكاذيب على رؤوس أصحابه ونجحت عبر جولات مكوكية في إقناع العالم بصدق روايتها واستقامة مقصدها في تغليب لغة الحوار على منطق القطيعة والصدام. يبرز بين تلك المؤشرات أيضاً - بحسب خبراء ومراقبين -، أولوية حل الأزمة الخليجية على جدول أعمال الإدارة الأمريكية بإلغاء وزير الخارجية ريكس تيلرسون مشاركته في اجتماع منظمة الدول الأمريكية الأسبوع المقبل في المكسيك بهدف البقاء في واشنطن والتركيز على أزمة الخليج، ما يعنى نجاح الدبلوماسية القطرية في إجهاض أهداف الحصار. وعي الشارع الخليجي.. كلنا قطر   كشفت الأزمة الراهنة عن مسار تلقائي يعتمد على وعي الشارع العربي والخليجي على عكس رعونة بعض الساسة. وأبدت شعوب المنطقة رغبة حثيثة في الحفاظ على أمنها واستقرارها مع بعض الاستثناءات التي لا تعبر عن عموم الشعب الخليجي المعروف بتواضعه وحسن أخلاقه. ويزيد الضغط الشعبي رغم عقوبات الغرامة والحبس على المشاعر والأحاسيس المتعاطفة مع قطر من مكانة الدوحة بين شعوب الخليج الذين تربطهم وشائج المصير المشترك. ويبقى الرهان الحقيقي على وعي الشعوب التي أبدت حكمة كبيرة في التعامل مع فصول الأزمة بعيداً عن المناكفات السياسية والتأكيد على رغبتها في الحفاظ على وحدتها وترابطها للأبد.   أكذوبة دعم الإرهاب لم تقنع العالم يرى مراقبون أن قطر نجحت في مخاطبة الشعوب الحرة بلغة العقل والقيم على عكس دول الحصار التي لعبت على فزاعة الإرهاب. وتدرك قطر في هذا المسار أن الدول والشعوب الحرة تبني مواقفها على قيم ومبادئ وأدلة وبراهين وليس على ضغوط أو حوافز لحشد حكومات أو ميليشيات لا تملك من أمرها شيئاً. وأكدوا تنامي القناعات الدولية بموقف قطر في ظل غياب أي دلائل أو براهين تثبت إدانتها أو دعمها للإرهاب كما يزعم المحاصرون، مشيرين إلى أنه لا يمكن لقادة ورؤساء دول العالم الحر مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها أن تساوم في اتهامات خطيرة مثل تمويل الإرهاب ولديهم من أجهزة الاستخبارات والتقنيات ما يمكنهم من الوصول إلى حقيقة هذه الاتهامات المرسلة. كما أكدوا أنه لا يمكن أن تحرص الدول الحرة على التواصل مع دولة قطر دون يقين بدورها المهم في مكافحة الإرهاب لأنها دول مؤسسات تخضع لرقابة الشعب وسيادة القانون. وعلى النقيض تماماً مارست دول الخلاف ضغوطاً على حكومات فقيرة لحشد الإعداد في مسلسل المقاطعة الزائف للدوحة ولم تجن إلا المزيد من الخسارة على المستويين الدبلوماسي والأخلاقي. الأمم المتحدة تكشف زيف قوائم الإرهاب   برز المسار القطري باتجاه أكبر مؤسسة دولية في العالم متمثلة في منظمة الأمم المتحدة، ورفضها إدراج قطر الخيرية على قوائم الإرهاب المزعومة للدول المحاصرة، ما يؤكد قناعة المنظمة الأممية بزيف الادعاءات التي تروجها هذه الدول. وكشف هذا المسار عورات العقلية الأمنية التي صاغت هذه القائمة دون ضمير أو حس سياسي يدرك قيمة الجهود الكبيرة التي تقوم بها مؤسسة قطر الخيرية وغيرها من المؤسسات الخيرية القطرية لخدمة الإنسانية حول العالم ويدعم الموقف الأممي دحض المزاعم والافتراءات التي اشتملت عليها قائمة الإرهاب المضللة ما يعزز موقف قطر أمام شعوب العالم.  الالتفاف الشعبي سد يحمي السيادة الوطنية يشكل الدعم والالتفاف الشعبي الكبير من المواطنين والمقيمين حول القيادة القطرية، حصناً منيعاً أمام أي محاولة للنيل من سيادة قرارها ويعكس بصورة كبيرة صلابة الهمم القطرية في مواجهة الأزمات.وجاء مسار الدعم الشعبي ممزوجاً بنشوة اعتزاز وفخر غير مسبوق باستقلالية قرار الدوحة مع احترامها لأشقائها في دول التعاون المحسن منهم والمسيء. وأشار مراقبون إلى الحالة التي سادت الشوارع القطرية وسيمفونية التضامن والتلاحم مع القيادة التي عزفها المواطنون والمقيمون بشتى الصور بحملات التأييد وتبني مبادرات وبالكلمات والأشعار والتغريدات والصور واللافتات على المباني والسيارات وعلى الملابس وغيرها من المظاهر الكرنفالية التي ملأت الأجواء فرحة وبهجة فانقلبت الأزمة فرحاً والمحنة منحة لإظهار مشاعر المحبة الصادقة من الشعب إلى القيادة. وتبعث هذه الحالة برسالة إلى الدول المحاصرة بعدم جدوى الحلول الصفرية الإقصائية فالشعب مع قائده لأبعد الحدود ولا مفر من التعايش بالتوافق لا الاتفاق وضرورة إقامة العلاقات على الاحترام المتبادل لسيادة الآخر والتعامل في إطار القيم التي تفرضها العروبة والإسلام والإنسانية جمعاء.  اتصالات قطرية مثمرة مع قادة العالم   أظهرت المواقف الدولية لقادة وزعماء العالم في مجملها رغبة أكيدة في التواصل مع الدوحة وحل الأزمة الخليجية بأسرع وقت للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، مع التأكيد على أهمية بقاء دول مجلس التعاون موحدة ومتماسكة بما يصب في صالح جميع الأطراف. وبرز هذا الموقف في اتصالات متتالية مع القيادة القطرية من قادة ورؤساء دول كبرى منها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وتركيا وماليزيا وإندونيسيا وغيرها وأكدت جميعها صواب الرؤية القطرية التي اتخذت من التهدئة سبيلاً ومن الحوار خياراً إستراتيجياً للخروج من الأزمة. ويرى مراقبون أن الاهتمام الدولي بالأزمة يأتي في إطار شراكات إستراتيجية ضخمة تربط بين دول العالم ومنطقة الخليج التي تنعم بـ60% من احتياطي النفط والغاز في العالم، فضلاً عن أنها ركيزة أساسية وبؤرة الاستقرار الوحيدة وسط منطقة حبلى بالصراعات والنزاعات في الشرق الأوسط.

مشاركة :