امتعض واشتاط غضبا حين قال له موظف الجوازات (خليك في الصف) فأجاب بلهجة حادة بعد أن جحظت عيناه: أنا الشيخ فلان بن فلان الفلاني شيخ الفلانيين وتبيني أنتظر في الصف؟!، فنسي الناس معاملاتهم التي أتوا لإنهائها وأخذوايحدّقون في هذا المتغطرس الذي بدلا من أن يزداد وقارًا لكبر سنه ، ازداد سفها وجهلا، إلى أن ردّ أحدهم: (شيخ على نفسك).. وانتهى المشهد. وفي سيناريو آخر يأتي فلان ليتخطى عشرات الأشخاص الذين اصطفوا أمام المحاسب في السوق بحجة أنه على عجلة من أمره، فلديه اجتماع هام، ناهيك بفلان من نوع خاص، فهو مسؤول يستغل النظام صباحًا في عمله ويخالفه ليلا في كل أمره، فالأولوية له دائما في كل شيء، لأنه المسؤول فلان أو ابن المسؤول فلان. مثل هذه الأحداث تتكرر في مجتمعنا ونشاهدها بين فترة وأخرى من أشخاص كنا نظنهم قدوة، فهم لا يظهرون لنا من خلال التلفاز أو المذياع إلا ونسمع منهم حديثا رائعا راقيًا خلوقًا لا عيب فيه، لكن (بعضهم) -وللأسف- يقول ما لا يفعل حتى جعلنا نتيقن تمامًا أن العيب فيه. ألا يعلم ذلك الشيخ أو المسؤول أنه يحمل اسما لمنصب لن يدوم فيه طويلا ؟! ثم أليس من المفترض أن يزداد خلقا وراقيا في تعامله مع مَن يعرفه ومن لا يعرفه؟! فربما يشفع له خُلقه في أن يظل في أذهان الناس مدة أطول بعد أن يغادر منصبه. أشمئزُ من ذلك (الفلان) الذي يظن أنه محور الكون، وأن على كل من في الكون أن يحترموه على الرغم من بجاحته.. والأسوأ حينما تشاهده ينتقد الخطأ الذي يصدر ممن هو أصغر منه قدرا أو عمرا، وينسى عوراته التي كفّت ألسن الناس عن التحدث عنها احتراما لشيبته. احذر من أن تتكبر، وتذكر أنك (نطفة) وأن أصلك من تراب.. وإن كنت قد ولدت في تسعة أشهر وتميزت عن الآخرين بمنصبك أو بوجاهتك، فالآخرون ولدوا في تسعة أشهر وربما تميزوا عنك في أخلاقهم.. ولتتذكر دائما قول الله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). رابط الخبر بصحيفة الوئام: أحمد المالكي يكتب :شيخٌ على نفسك! #مقالات
مشاركة :