اختار شاب فلسطيني ينتمي إلى إحدى الطوائف المسيحية أن يوجه رسالة محبة وتعايش بأن يرفع أذان المغرب في موعده لسكان بلدة الطيبة في الداخل الفلسطيني المحتل.لم يكن سكان البلدة يعرفون أن نائل غنطوس (26 عاماً)، من الطائفة المسيحية، هو صاحب الصوت الجميل الذي يرفع أذان المغرب إيذانا بتناول إفطارهم بعد ساعات طويلة من الصيام. اختار غنطوس، الذي درس الموسيقى والفن، أن ينفذ مبادرته في مسجد “زين العابدين” ببلدة الطيبة، لرفع أذان المغرب، في رسالة محبة وتعايش وتأخي أراد توصيلها إلى المسلمين في شهر رمضان المبارك.قال غنطوس الذي ينحدر من بلدة سخنين كبرى البلدات العربية في الداخل الفلسطيني المحتل لـ”الغد”، إنه لدى توجهه إلى المسجد وجد ترحيبا من المؤذن عندما أبلغه أنه مسيحي يرغب في رفع الأذان.وأضاف “أبلغني المؤذن أنهم لا ينسى حين منع (الاحتلال) الأذان وتم رفعه من الكنائس”.انتشر مقطع فيديو للشاب نائل غنطوس في بلدة الطيبة على مواقع التواصل الاجتماعي لينال إعجاب المشاهدين واهتمامهم وسط إشادة بحالة التأخي والتعايش بين المسلمين والمسيحيين.وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها غنطوس بمبادرات من هذا النوع. إذ سبق أن شارك بمبادرة نفذتها الكنيسة الإنجيلية وسط البلدة، تشمل توزيع العصائر المختلفة على المارة المتأخرين عن منازلهم.ما الذي دفعه إلى تنفيذ مبادرته الفردية برفع الأذان؟ يجيب: “أؤمن بأن ديانتي المسيحية لن تتهدد بسبب رفع الأذان، بل أعمل حسب وصية السيد المسيح عليه السلام: المحبة أولاً و أخيراً”.وأضاف غنطوس أنه أراد من خلال رفعه للأذان أن يوصل رسالة المحبه والتعايش، وتقبل الأخر بين أبناء الشعب الواحد بعيداً عن الانتماءات الدينية أو السياسية أو العرق أو الطائفة.وأضاف “هي رسالة تؤكد على توحد الشعب الفلسطيني، وتمسكه بأرضه”.وتابع “إذا لم نكن موحدين ومتماسكين، لن نصل للأهداف التي نطمح لها”.
مشاركة :