اثنا عشر عاماً انقضت على رحيل المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي تصادف ذكراه التاسع عشر من رمضان، ولاتزال ذكرى رحيل هذا الرجل الشامخ حاضرة بالقوة والشجن نفسيهما بين جميع أبناء الأمة العربية والإسلامية، فقد ترك لنا، طيب الله ثراه، إرثاً من العمل الإنساني، ورصيداً وافراً من معاني الوفاء والولاء. يوم زايد للعمل الإنساني رسالة تحمل قيم العطاء الإنساني لهذا الزعيم التاريخي. إن ذكرى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد، ستظل حدثاً ومناسبة تاريخية مهمة نستذكر فيهما حكمة ومنجزات القائد المؤسس، وأسمى المعاني الإنسانية التي أصبحت تراثاً خالداً لشخصية عظيمة وقائد فذ بحجم الشيخ زايد. يوم زايد للعمل الإنساني ليس مجرد احتفال، إنما هو رسالة تحمل قيم العطاء الإنساني لهذا الزعيم التاريخي، الذي امتدت أياديه البيضاء بالخير والمحبة والسلام، لتتجاوز حدود الجغرافيا بمعانيها الضيقة إلى آفاق عالمية، رسخ خلالها زايد بأقواله وأفعاله منظومة من القيم التي تجسد سماحة الإسلام، وتعكس إرثاً حضارياً للحضارة العربية الإسلامية، هذا الإرث وتلك السماحة التي جسدها زايد في ملحمة من العطاء الإنساني للبشرية كافة، هذا العطاء الذي ارتقى فوق معايير التمييز، وأصبح مظلة للخير تغطي ظلالها الوارفة جميع البشر دون نظر إلى جنس أو لون أو دين أو عقيدة، فالكل في فلسفة زايد سواسية. إن مؤسسات التنشئة الاجتماعية تلعب دوراً مهماً، مع الأسرة والميدان التعليمي التربوي ووسائل الإعلام والنوادي الثقافية وغيرها، في تسليط الضوء على هذه الملامح الخالدة لمسيرة قائد عظيم، بحيث تكون هذه الملامح وذلك الإرث الحضاري نبراساً تهتدي به الأجيال، وتستنهضُ من خلالها عزائمها وتطلعها إلى مواكبة العصر، فزايد الخير كان سابقاً لعصره بحكمته ومنجزاته الخالدة. ونشكر الله تعالى على استمرار هذه المسيرة المباركة، تحت رعاية قيادتنا الرشيدة حفظها الله، فمدرسة زايد في كل يوم تشهد ازدهاراً ونقلة نوعية متجددة مع أبنائه، هؤلاء القادة الذين نهلوا من معين حكمته، وساروا على نهجه، وأصبحوا خير خلف لخير سلف. الأمين العام لجائزة خليفة التربوية amal@khaward.ae
مشاركة :