ميخائيل مكسي إسكندر يؤرخ للحضارة المصرية في العصر القبطي الأول

  • 6/22/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يكشف الدكتور ميخائيل مكسي اسكندر في كتابه "الحضارة المصرية في العصر القبطي الأول" عن الجذور الحقيقية للحضارة القبطية الأولى، حيث إن "مصرايم بن نوح" كان قد حمل معه إلى مصر عبادة "الإله الواحد" نقلا عما تعلمه بالتأمين من أبيه "نوح" وجده "لامك". ويجيب المؤلف عن أسئلة، هل يعد المصريون القدماء أقباطا؟ أم مسيحيين؟ أم نصارى؟ أقباط مصر، هم مسيحيون وليسوا نصارى - كما قد ينادون به الآن – وكل ما يرد عن النصارى، في القرآن الكريم، لا يمت بصلة لأقباط مصر بالذات . ويشير المؤلف إلى مصر القديمة واستعدادها لقبول المسيحية، فيذكر: العقائد التي ورثها المصريون الأقباط، وكانت سببا في سرعة فهمهم للديانة المسيحية هي: أولها: فكرة الوحدانية للخالق، الصلات القديمة بين قدماء المصريون وبني اسرائيل – عبر التاريخ الطويل بسبب استيلاء الفراعنة على فلسطين والشام، ومجيء بعض اليهود إلى مصر مثل: إبراهيم الخليل – اسحق – يعقوب وأولاده الذين آتى بهم أخوهم يوسف الصديق، وهناك أيضا عقيدة التثليث وأخيرا كان القدماء المصريون يستعملون الغسالات للتطهير أو الرش بالماء المقدس على مثال العماد المسيحي، وكانت هذه العقائد القديمة والمبادئ العظيمة قد أسهمت في قبول المسيحية وسرعة انتشارها في مصر . وعن دور الرهبنة القبطية الديني والحضاري في حفظ التراث المصري، يقول الكاتب: "يهاجم بعض الباحثين، الرهبنة القبطية وأنظمتها بالادعاء بأنها كانت مجرد منفذ للهرب من مشكلات العالم، ومتاعب الحياة بمختلف أشكالها، ولكن السبب الأساسي والحقيقي في الاتجاه للرهبنة قديما وحاليا هو محبة الله، أي محبة عبادة الله كل الوقت، ومن كل قلب (كما ورد في القرآن الكريم) ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم (ليست فرضا)، إلا ابتغاء رضوان الله. وقد مرت الرهبنة القبطية بالمراحل التالية: مرحلة الوحدة (التوحد) مرحلة الرهبنة الجماعية في عدة مناطق، مرحلة التجمع في داخل دير له سور (حياة الشركة). وللرهبنة القبطية آثار علمية، ثقافية، أدبية، فنية كثيرة، أذ قام الرهبان بالبحوث الدينية، والتأليف والرد على الهراطقة والخرافات، كما حفظت الأديرة المصرية مخطوطات التراث القبطي والسرياني واليوناني من الضياع. وينقلنا المؤلف إلى دور الحملة الفرنسية العلمي والثقافي وتأثيرها في مصر على المدى البعيد، قائلا: أشاع البعض أن الأقباط سوف يساعدون الفرنسيين الغزاة، باعتبارهم مسيحيين مثلهم! كان الواقع عكس كل ما رآه المسلمون الثائرون، فقد كان نابليون ورجاله ينتظرون للآسف كغيرهم من أهل غرب أوروبا أن ينصرهم الأقباط (والواقع هو العكس)، وقد شارك الأقباط في الحروب وثورات عديدة ضد المستعمر وضد اليهود في سيناء وماتوا شهداء على أرضها في الحروب السابقة واللاحقة، وحتى الآن . ومن أهم الشخصيات التي خدمت البلاد في أواخر القرنين التاسع عشر والعشرين، رئيس الوزراء بطرس غالي باشا الذي حفظ حدود مصر الجنوبية رسميا بتوقيع معاهدة 1898، مع السلطة البريطانية . وفي تأريخه للتربية في مصر، يقول الدكتور سليمان نسيم "إن العامل الاجتماعي والسياسي الذي حمل الأقباط (الأرثوذكس) على الاهتمام بالثقافة والتعليم العام، هو ملء الفراغ الذي حدث بزوال البيزنطي (الرومي)، بدخول العرب مصر، ولأحياء الثقافة القبطية الوطنية ولإعداد وتوفير العدد اللازم من العاملين بالخدمة المدنية للحكومة المصرية، خصوصا في الأمور المالية والادارية …وغيرها". ويشير المؤلف إلى مراحل الفن القبطي في العصر القبطي، أولها دراسة الفن المصري في العصر القبطي الأول (المسيحي) أما في الفترة الثانية وهي، الفن المصري في العصر القبطي الثاني (العهد الاسلامي) وهي في الفترة من القرن 7 - 10 فقد اضمحل الفن القبطي المسيحي لأسباب سياسية واقتصادية وصار فنا شعبيا، حيث لم يتأثر في تلك الحقيقة بالولاة العرب، والذين كانوا لا يستقرون لمدة طويلة في حكم مصر، كما كانوا لا يبالون بالفنون أو بالآداب المصرية ، بل كان أغلبهم ينشطون في ميدان جمع أكبر حصيلة من المال، قبل الرحيل نهائيا عن مصر . ويذكر المؤلف أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية استخدمت بعض الألحان الدينية والآلات الموسيقية الشعبية الفرعونية القديمة، ولها نماذج بالمتاحف في مصر والخارج، كما أنها مرسومة بالتفاصيل على جدران المعابد الفرعونية والآثار وحوائط القبور المصرية القديمة، ولا تزال الكنيسة المصرية تستخدم بعضها في تسابيحها وألحانها الدورية والموسمية (وأشهرها الدفوف والمثلثات) وحديثا فلوت الكنائس المصرية والكنائس الغربية في استخدام البيانو والأورج أو العود والفلوت . يذكر أن كتاب "الحضارة المصرية في العصر القبطي الأول" للدكتور ميخائيل مكسي اسكندر، صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2017 .

مشاركة :