المصالحة الفلسطينية .. هل تعيد القضية المركزية إلى الواجهة؟

  • 6/14/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

--> أدت المقاطعة الطويلة بين فتح وحماس إلى إضعاف الموقف الفلسطيني، وتفرد إسرائيل في فرض سياسات الأمر الواقع، وزيادة جرعات الاستيطان، وقضم الأراضي الفلسطينية بشكل ممنهج، إلى جانب تضاؤل حضور القضية الأم على خارطة الهم السياسي القومي، وبقائها في حيز الخبر الثالث أو حتى الأخير في تقارير وكالات الأنباء ونشرات الأخبار. بالتأكيد كان هنالك تأثير كبير للأحداث الدرامية التي نجمت عن ثورات ما يسمى بالربيع العربي، وتفاعلات القضية السورية الدامية في تحييد القضية المركزية بعض الشيء .. غير أن من المؤكد أن تمزق الصف الفلسطيني، ووجود حكومتين في وقت واحد، إحداهما في رام الله، والأخرى في غزة، وبأجندتين مختلفتين هو الأمر الذي ساهم في إضعاف الموقف الفلسطيني والعربي، وتنمر إسرائيل لفرض برامج حكومة التطرف بقيادة نتنياهو للحد من حضور هذه القضية، رغم كل الممارسات الاعتسافية التي تمارسها قوى الاحتلال. الآن وبعد أن تم التوصل إلى اتفاق بين ذراعي السلطة فتح وحماس، ونرجو أن يكون الفصل الأخير في خلاف إخوة السلاح، وبعد وصول التفاهم بين الطرفين إلى تشكيل حكومة التكنوقراط التي باركها الجميع، هل يستوعب الأشقاء الفلسطينيون حجم الخسارات الكبرى التي تسبب بها خلافهم الطويل على صلب القضية، وفي المقابل حجم المكاسب التي حققتها إسرائيل من وراء تفرق الكلمة، ليعززوا حمايتهم لهذه الحكومة الناشئة إلى أن تتم استحقاقها الرئيس في تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، على أمل التوصل إلى ميثاق وطني يقطع الطريق أمام أي مقاطعة، ويضع الخلاف السياسي في إطاره الطبيعي للإبقاء على هذه القضية العادلة في الموقع الذي تستحقه، وإعادة الوهج لها كأبرز قضية عادلة في التاريخ الحديث، لا سيما وهي تجد الكثير من التعاطف الدولي بعد كل هذا الشتات الطويل، والصراع الدامي والمرير مع القوى الغاصبة التي استثمرت لعبة الوقت، مثلما استثمرت المفارقات بين الفصائل التي سمحت لبعض المتاجرين بهذه القضية من دول الإقليم وسواها لتمزيق الصف الفلسطيني، لإطالة أمدها لتظل على الدوام الورقة التي تجري المساومات حولها لتمرير الأجندات والاتفاقات المختلفة. لا أحد يشك بالتأكيد أن الأخوة الفلسطينيين يدركون كل هذا، ويدركون ما هو أكثر، لكن انغماس البعض في الأوراق الإقليمية وارتهانهم مقابل بعض المعونات، هو ما فتح هذه النافذة على مستنقع الخلاف، ما ينبغي معه الآن، وبعد هذه المصالحة المباركة أن يستجيب الأشقاء لدعوات المخلصين من أبناء الأمة وفي طليعتهم المملكة ومصر للحفاظ على وحدة الموقف، والنأي بالقضية المركزية عن العبث والمزايدات والاستعمال الوقتي من قبل أطراف كانت إلى وقت قريب تتعامل مع الغريم، وتتبادل معه المنافع والمصالح، قبل أن تجد ضالتها فيها مجددا لتستخدمها من أجل ملفات أخرى، هي بأمس الحاجة اليوم لتمريرها مع المجتمع الدولي الذي يريد أن يحول بينها وبين نواياها التوسعية. وليس هنالك بالتأكيد ما هو أفضل من هذا التوقيت لاستعادة الوهج لهذه القضية، بعدما استردت مصر جزءا من عافيتها السياسية بانتخاب فخامة الرئيس السيسي، والتقائه سياسيا مع المملكة ودول الخليج التي وقفت إلى جانب مصر في محنتها، للحصول مجددا على المصل الذي يزيل ما علق بجسد هذه القضية من علل لتفرض ذاتها على كل المحافل باتجاه الطريق إلى الحل العادل. مقالات سابقة: كلمة اليوم القراءات: 184

مشاركة :