أعظم أسباب التغيير

  • 6/14/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

--> إن أعظم أسباب التغيير الصحيح في الفرد، للوصول للسعادة في الدارين والاستقرار، هو التمسك بالإيمان وخصاله، والعمل على زيادته، وتذوقه بالعمل الصالح قدر المستطاع. فكلمة التوحيد أصدق وأعظم وأجمل كلمة فاعلة في النفوس، حين يمتثلها المرء اعتقادا وقولا وعملا بصدق وإخلاص، إذ تضيء قلبه وتعمره بالحياة. فيشعر الإنسان كلما ابتعد عنها وعن العمل بها وبمقتضياتها؛ فارقته السعادة الحقيقية واقترب من المرض والموت، واظلم قلبه واسود. والواجب، أن نضع نصب أعيننا عظمة غراس تلك الكلمة وفعلها في قلوب الناشئة، وتربيتهم على تفهم معانيها، والعمل بمقتضياتها شيئا فشيئا، حتى إذا استنار القلب بمعاني لا إله إلا الله محمد رسول الله، امتلأ بنور التوحيد في العبادة لله والاتباع لرسول الله، ورسخت معانيه واستقام سلوك الإنسان وأخلاقه على هدي النبوة، وتعلق قلبه بالعلم والعمل بها. إن تغييرا هائلا يحدث في ذلك الإنسان إذا صدق، ويظهر ذلك التغيير عليه من الأعمال ما يحير العقول ويدهشها من الفتح الرباني الصادق إن تغييرا هائلا يحدث في ذلك الإنسان إذا صدق، ويظهر ذلك التغيير عليه من الأعمال ما يحير العقول ويدهشها من الفتح الرباني الصادق، والثبات والصمود والصبر والبذل، والتحمل والجهاد والدعوة والعلم. وأعظم الأمثلة: العرب الذين لم يكن لهم قبل الإسلام حضارة تذكر، ولا ثقافة يباهون بها الأمم الأخرى، ولا خبرة بالحكم والإدارة، بل كانوا يعيشون في جهل عقدي، وظلام فكري، وفساد أخلاقي، وبغي سلوكي، لكنهم لما قبلوا كلمة التوحيد وصدقوا في ذلك، وتحققت بها قلوبهم وأنارتها تلك الكلمة العظيمة، كما قال الله: وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها صاروا أهل كلمة التوحيد، وصلحت قلوبهم واستنارت أفكارهم، وحسنت أخلاقهم، واستقام سلوكهم، وتغير حالهم حتى تجاوزهم خيرهم لغيرهم، فأناروا الدنيا بأفعالهم وصاروا هداة الخلق أجمعين، ودانت لهم الأرض من كل جوانبها، حتى صاروا أقوى أمة وأرقى حضارة، وانتصروا بالحق على الممالك والدول العظمى وقبلت شعوب العالم دين الإسلام دينا لها بفرح وسرور، لما كان لهم من الأثر الحسن. وما نشهده اليوم من حال المسلمين، أمر يرثى له، تفرق وضعف وانكسار. إن شيئا واحدا هو الذي يمكن أن يعيد لهم المجد، ويختصر لهم الطريق، هو بإيجاز العمل بكلمة التوحيد العظيمة ولوازمها بصدق وإخلاص، فهذا وحده هو الذي سيوحد قصدهم وعبادتهم وإتباعهم وكلمتهم وصفهم، وسيدفع بهم للصدق في العمل، حتى يعيد لهم مجدهم؛ إن تحقيق هذه الكلمة يجعل المسلم مؤهلا لحمل رسالتها بقلب سليم، ويجعله لبنة صالحة لبناء حضارة الشعوب القائدة المنتصرة. إن عباد الله الصالحين يعيشون في هذه الدنيا مع الناس وبينهم، إلا أن قلوبهم متعلقة بالآخرة، فقلوبهم في حياة سعيدة هانئة مطمئنة في مرضاة الله، ومن حولهم يعانى الألم والقلق والحيرة قال تعالى: أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناسِ كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. فالأول كان ميتا فاستنار قلبه بالإيمان ودبت فيه الحياة وهو المؤمن الصالح، والثاني الغافل المعرض عن ذكره في الظلمات قد مات قلبه. ولهذا كان رسول الله يسأل ربه أن يجعل النور في لحمه وعظمه وشعره وسمعه وبصره ومن فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله وخلفه وأمامه حتى يقول: "واجعلني نورا" متفق عليه. قال الله: أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين. ahmadq84@hotmail.com مقالات سابقة: د.محمد حامد الغامدي القراءات: 151

مشاركة :