كشفت مصادر في قيادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة أن حركة «إم ترتسو»، التي تعد إحدى أشد غلاة اليمين تطرفاً في إسرائيل، تلقَّت تبرعات بملايين الدولارات من مؤسسات أميركية يُعد قادتها من أقرب المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأنها حاولت إبقاء هذا التمويل سرّيّاً.وتظهر السجلات المالية للحركة لعام 2015، التي كشفت في تل أبيب أمس أن دخل الحركة قفز من 1.7 مليون شيقل إلى سبعة ملايين (الدولار يساوي اليوم 3.5 شيقل)، وأن المتبرع الأكبر مؤسسة مسجلة في الولايات المتحدة تدعى «شاينينغ سيتي» (shining city)، حيث تبرعت بنحو 3.7 مليون شيقل للحركة، وأخرى تدعى «أميركانز فور جيروزاليم» (Americans for Jerusalem) تبرعت بنحو مليون شيقل.ولم تظهر السجلات المالية للحركة مَن القائم على هذه المؤسسات، رغم أن المبلغ يفرض عليهم ذكر جميع التفاصيل، وعند سؤال أحد المسؤولين في الحركة عن هذه المؤسسة، قال: «الذي يريد المعلومات فليبحث في (غوغل)». وكشفت مصادر سياسية مطلعة أن من يقف خلف هذه المؤسسات مقربون من نتنياهو، يتيح لهم وضعهم القانوني تحويل تبرعات من دون كشف مصدرها، مع الإشارة إلى أن «إم ترتسو» تحاول مطاردة الجمعيات غير اليمينية وتطالب على الدوام بكشف تمويلها، وتسعى لسن القوانين المختلفة لمنع هذه الجمعيات من تلقي أي تمويل خارجي.وبعد الفحص تبين أن موقع «شاينينغ سيتي» على الشبكة مسجَّل باسم فينسينت هاريس، الذي عمل مستشارا لحملة نتنياهو في الانتخابات الأخيرة عام 2015، ويقف خلف «أميركانز فور جيروزاليم» عدد من المحسوبين على الحزب الجمهوري والمقربين من نتنياهو الذين شنوا حملة ضد أوباما في السابق، خصوصاً في فترة تصاعد التوتر بينه وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية.وتم تسجيل كلتا المؤسستين تحت البند الضريبي الأميركي 501 (c) (4)، الذي ينقل الأموال للمؤسسات غير الربحية من دون الكشف عن مصدر هذه التبرعات، وقد حوَّل نقل الأموال دون كشف مصدرها مثلَ هذه المؤسسات إلى لاعب مركزي على الساحة السياسية في مختلف دول العالم، وفي الانتخابات الأميركية على وجه الخصوص.يُذكَر أن حركة «إم ترتسو»، تقود منذ تأسيسها سنة 2006، معارك عنيفة ضد اليسار الإسرائيلي وجمعيات حقوق الإنسان التي تكافح ضد الاحتلال وممارساته في المناطق الفلسطينية المحتلة. ولها 15 فرعاً في جميع أنحاء إسرائيل وفي كل الجامعات. وفي السنة الماضية أطلقت مشروعاً بعنوان «النكبة خرطة»، قصدت به تكذيب الرواية الفلسطينية تجاه نكبة 1948. وهي التي أطلقت الحملة لمحاربة الجهات الإسرائيلية التي تدعو إلى مقاطعة المستوطنات اليهودية في المناطق المحتلة.
مشاركة :