تتعدد مظاهر الاحتفال بالعيد وتختلف من وقت إلى آخر، متأثرة بتطور الحياة البشرية، فنجدها في الماضي مختلفة بشكل كبير عنها في الوقت الحالي، ولكن الرابط الوحيد، هو الفرحة بمجيء العيد.وتحتفل الدولة بالمناسبة، فتتزين الميادين والشوارع وتطغى أجواء الاحتفالات، ويتوافد الزائرون إلى مدن الإمارات، من جميع أقطار العالم.ويستذكر الإماراتيون والمقيمون في هذه المناسبة مرحلة التأسيس والبناء وتلك البدايات الصعبة التي كانت أقرب إلى الحلم والمعجزة، فقد انطلق بناء نهضة الدولة، مع قيام اتحادها الشامخ بملحمة أشبه بالمعجزة، قادها بحكمة وصبر واقتدار وسخاء وتفانٍ في العمل، مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بتعاون إخوانه الرواد المؤسسين، والتفاف المواطنين كافة.وتلهج القلوب والألسنة في هذه المناسبة، إلى الله عز وجل، أن يتغمد المؤسّس بواسع رحمته، ويديم على صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، موفور الصحة، ويسدد خطى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.ويحتفل شعب الإمارات، بهذه المناسبة، مع مقيمين من أكثر من 200 جنسية، يتعايشون ويعملون بانسجام، بفضل حكامها، حفظهم الله، الذين حملوا على عاتقهم النهوض بهذه الدولة وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها ومن يعيش على ترابها.يقول المواطن عبدالله المزروعي (80 عاماً): «قبل نحو 70 عاماً كنا نحتفل بالعيد وعدد سكان أبوظبي، نحو 150 ألف نسمة، فقط، أما اليوم فتشهد العاصمة وحدها احتفال ما لا يقل عن مليونين و500 ألف شخص مواطنين ومقيمين، وقس ذلك على مدن الدولة الأخرى، حيث تشهد الإمارات احتفال نحو 9 ملايين شخص بالعيد، بعد أن كان العدد لا يتجاوز نصف مليون شخص».ويضيف: «منذ ثمانين عاماً، كنا نلهو ونمرح فوق التراب في مناطق رملية، تحولت اليوم إلى إطلالة تستثير مشاعر جيلنا، بأجمل الذكريات، لأن الدولة أصبحت بوابة تربط الشرق بالغرب، والألق يلف شوارعها وهي تعجّ بالبشر من أرجاء المعمورة وحركة السيارات لا تتوقف حيث الشوارع الفسيحة والنظيفة والحدائق والمتنزهات ودور السينما ومراكز التسوق الأحدث في العالم».ويقول المواطن محمد بن شميل (75 عاماً): اختلفت العادات بتقدم الزمن، ولكن قبل أن يهل هلال العيد تنتهي الاستعدادات وتبدأ تحضيرات أخرى، لإعداد برامج العيد وفق تواقيت لا يمكن السهو عنها، حيث يبدأ العيد بعد الصلاة التي تقام بالمصليات في صباح أول يوم من شهر شوال.أما الشاب محمد سالم، فيؤكد، أن برنامجه يوم العيد يقتصر على الزيارات العائلية في اليوم الأول. مضيفاً: «أعلم أن زمن والدي ووالدتي مختلف تماماً، ويقولون لي إن التواصل لا بدّ من تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء، ولكن في زمننا أصبحت وسائل التواصل الحديثة تكفي بدلاً من الزيارات، ففي السابق إذا ما أردت أن تعايد أصدقاءك وزملاءك وأقرباءك، فإنك كنت بحاجة إلى زيارات متواصلة لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، ولن تستطيع أن تعايد 30 أو 40 منهم، والبقية تتواصل معهم هاتفياً، ولكن الآن يمكنك أن تعايد 500 شخص مسجلين في هاتفك النقال في ثوانٍ».ويقول المواطن راشد عبيد الطنيجي (75 عاماً): الناس في بعض المناطق قديما كانوا يستعدون للعيد منذ مطلع رمضان المبارك ويحضّرون أدوات ما يسمى بالمشعال الذي كان أهالي المناطق الجبلية والصحراوية يعلنون به دخول العيد، لبقية القبائل والقرى المجاورة.وتقول المواطنة عائشة إبراهيم (75 عاماً) «حتى منتصف القرن الماضي لا نعرف «العيدية» التي هي اليوم ضرورة لا مفر من تقديمها للأطفال، حيث لا تجدي الأعذار والظروف نفعاً، أمام إلحاحهم أو دموعهم المنسكبة».وذكرت أن النساء يحرصن على شراء الثياب الجديدة في هذه المناسبة، أما البنات فتحاك لهن ملابس من الأقمشة القليلة الموجودة، بينما فتيات اليوم يجدن في العيد مناسبة للتمتع بشراء الملابس، حيث تختلف ملابس العيد عن سواها، فيجب أن تكون مميزة وبرونق خاص.وذكرت أن من عادات العيد القديمة، التي يحرص كل أفراد الأسرة عليها، تخضيب الأيادي والأرجل بالحناء، التي تحضّر في المنازل. (وام)
مشاركة :