دعا الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، العلماء والمفكرين ومختلف أطياف النخب وعموم الناس في الديار المسلمة، إلى الوقوف بحزم ويقين وعزم لا يفتر أو يلين في وجه النهج المنحرف والفكر الضّال، الذي تمادى على بغيه وجهالته، وتجاوز كل حدود اللبْس والإشكالات، أو الخطل في التأويل والتعليل، وطعن روح الأمة بنصال الحقد الأسود والكراهية العمياء، مؤكداً أنه آن الأوان للعقلاء والحكماء أن يقولوا كلمتهم، ويقوموا بدورهم المنوط بهم شرعاً وعرفاً أخلاقياً وإنسانياً. جاء ذلك في بيان صادر عن منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، ومقره الرئيسي في أبوظبي، على أثر تداعيات العنف والإرهاب، التي راحت تضرب في الآونة الأخيرة قلب الأمة، وروح إيمانها خبط عشواء، حيث طالت سهام الغدر للمرة الثانية بعد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خير بقاع الأرض، حرم الله، وقبلة المسلمين، البيت العتيق، ومكة المكرمة. واعتبر ابن بيّه، أن الإرهابيين بقتلهم النفس التي حرم الله في شهر رمضان، وفي الحرم المكي الشريف، ينتهكون حرمة المكان وحرمة الزمان، وحرمة الإنسان، فيكشفون عن جهلهم ويظهرون زيغ منهجهم. وأكد أن بشاعة الجريمة النكراء تستدعي من العلماء والمفكرين وقفات تاريخية مشهودة على أربعة مستويات. أولاً: وقفة تضامن وتأييد من كافة المسلمين، أداء لواجبهم الديني ووفاء للأخوة الإيمانية، مع خادم الحرمين الشريفين وحكومته وشعب المملكة المباركة، التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين. وثانياً: وقفة استشعار للمسؤولية واضطلاع بالواجب، حيث يتعين على الجميع أفراداً ومؤسسات، كل من موقعه، بما أوتي من قوة، أن يبذل الغالي والنفيس لإجهاض هذا المشروع الجنوني، والتصدي لمخططاته الإجرامية. وأشار في هذا الصدد إلى أنه يتعين على المجتمعات المسلمة، بكل مؤسسات التنشئة فيها، بدءاً بالأسرة والمدرسة، أن تقوم قومة صادقة لحماية الوطن والأنفس والدماء والأموال، وتعليم الأبناء ورعايتهم وتحصينهم ضد دواعي العنف والغلوّ أو التطرف. وقال إن المستوى الثالث هو وقفة بلاغ وبيان، حيث جددّ دعوة جميع العلماء والمرجعيات الدينية للاتحاد، والقيام بواجب البيان والنصح للأمة، الذي أنيط بهم تشريفاً وتكليفاً؛ إذ لا بُدَّ من تنسيق الجهود وتوحيد الصفوف من خلال العمل المشترك، وصناعة جبهة فكرية تتصدى للفكر المأزوم، وخطاب العنف الذي يولده، وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمنهجية مفهوماً مفهوماً وخللاً خللاً، بكل صرامة شرعية ودقة علمية، بعيداً عن أسلوب التعويم، الذي يقتصر على التنديد والإدانة.(وام)
مشاركة :